بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولما إستدرت إرتعش جسدِى ما عُدتُ أعرِف مِن أىُ باب قد أتيت، تسّمرتُ فجأة فِى إقتِرابُه مُتوجِسة وفقدتُ نُطق، حاولتُ أفتح الكلام مُتلعثِمة لكِن عجِزت… وشعرتُ أنِى أُريدُ الهِرُوب مِن أمامُه فِى التوِ حالاً بِأى شكل، لكِنها تِلكَ الأسوارُ العالية أبقتنِى نحوُه مِن دُونِ كلم.
أعترِفُ أنِى أحببتُ قيدِى لِلنِهاية كى أبقى معه، تسلقتُ عُذراً تلو آخر يُدنِينِى مِنه، وكذِبتُ يوم قُلت له أنِى بِخير، والحقُ أنِى مُتجمِدة مُنذُ إلتقيت… إقترب مِنِى مُهدِئاً لكِن إنتفضت، فرُغم عنِى أشعُر بِمنفى لِبُعدِى عنه، قد تاه قلبِى بِلا دلِيل لِنظرة مِنه، فخارت قُواى بِكُلِ هزم.
هل بهُتَ عملُه عليهِ فظاً فأنهى شِعُورِه مِن دُونِ دم؟ وكأن مِشرط جِراحُه العنِيد قد قطع قلبِى بِغيرِ رحم، فهتك سِتارِى فبِتُ يقِظة مِن دُونِ نوم… فهلِ الجِراحة مِهنة حياة أم إزهاقِ رُوح بِالتجاهُل بِكُلِ إثم؟ فهل باتَ يعلم أنِى إرتبكت ونسيتُ الرُوشِتة لِلعِلاج بِكُلِ سقم.
هُو ليس يعلم أنِى وحِيدة بِغيرِ سند؟ وأنِى مرِيضة بِلا دواء أو أىُ نبض، وأنا الضحية فِى هواه اليائِسة بِكُلِ هم، قد أبدُو أقوى ظاهِرِياً لكِن عقلِى يعتِصرُ حُزن… والصبرُ يغلُب والقلبُ ينبُض مِن دُونِ وقف، ففديتُ نفسِى فِى إنتِظارُه بِألفِ عُذر، وكُلِى يقِين أنه سيظهر بِكُلِ حزم.