مساء الحزن لجماهير كرة القدم

بقلم: احمد بدوي

في ليلة حزينة عاش جمهور كرة القدم في مصر والوطن العربي والعالم بأسره لحظات من الحزن والخيبة، عندما قرر فريق الأهلي الانسحاب من مواجهته المرتقبة مع نادي الزمالك في الدوري المصري. مباراة كانت تترقبها الأنظار ليس فقط من الجماهير الكرة المصرية، بل من جميع عشاق كرة القدم في العالم، حيث تميزت لقاءات الاهلي والزمالك بأنها واحدة من أقوى اللقاءات وأكثرها إثارة في عالم المستديرة.

حضر كل شيء وغياب الأهلي،كل شيء كان جاهزًا للعرض، فالجماهير توافدت إلى استاد القاهرة الدولي، استعدت بالكامل لمشاهدة قمة الدوري المصري التي طالما كانت محط أنظار الجماهير. لكن ما لم يكن في الحسبان هو غياب الأهلي، ذلك النادي الذي لطالما ارتبط اسمه بالقيم والمبادئ الرياضية، ليترك جمهورًا ضخمًا في حالة من الصدمة والانكسار. فالأخطاء الإدارية التي قد يكون الاتحاد المصري لكرة القدم أو رابطة الأندية قد ارتكبوها، لم تكن مبررا مقنعا للجماهير التي كانت تأمل في أن يلعب فريقها هذا اللقاء التاريخي.

إنه أمر مؤلم أن نرى أطفالًا يذرفون دموعهم، ووجوهًا غلب عليها الحزن، بعد أن بذلوا الجهد في يوم رمضان للوصول إلى الإستاد،وتعود الجماهير في هذه المرة إلى منازلهم بخيبة أمل، لا لشيء سوى لأن فريقهم قرر أن يغيب عن الحدث الرياضي الكبير.

جماهير الأهلي، التي عرفت بحبها العميق لناديها، لم تكن تستحق هذا الانسحاب غير المبرر. فليس من المعقول أن يتم تجاهل كل هذا الدعم الكبير من أجل قضايا إدارية قد تكون خارج إرادتهم. كان من الأجدر أن يقدم النادي الأحمر مثالًا حيًا على الوفاء لجماهيره وتقديم عرض يليق بسمعته العريقة. لا يمكن للصور المحبطة التي اكتملت في الإسناد أن تمحي من ذاكرتنا لحظات الفرحة التي نعيشها عادة عندما يقف الأهلي على أرض الملعب.

الزمالك والأمل في المستقبل
في المقابل، استطاع الزمالك أن يقدم صورة مشرقة من خلال حضوره الكامل في اللقاء. كان فريقه حاضرًا بكل قوتهم، بينما تابع الجمهور الآخر باهتمام شديد من مقاعدهم انتظارًا للمباراة التي لم تُلعب. إلا أن المباراة لم تكتمل كما هو متوقع. وعلى الرغم من غياب الأهلي، ظل الزمالك وفريق التحكيم المصري ومعلق المباراة الإماراتي يقدمون لقطات مهنية استمتعت بها الجماهير على مدار دقائق انتظار، وخصوصًا من خلال تحليل المعلق الإماراتي الذي أضفى أجواء من الإثارة والتشويق.

خلاصة الكلام ما حدث في تلك الليلة لم يكن مجرد انسحاب فريق من مباراة، بل كان تجسيدًا لأزمة أعمق في إدارة الرياضة المصرية. لن ننسى ذلك الحزن الذي خيم على جمهور الأهلي الذي شعر بخيبة الأمل نتيجة عدم التزام ناديهم بالتواجد في أكبر لقاءات الموسم. في النهاية، كان علينا أن نكون أكثر تفاؤلاً وأملًا في المستقبل، فالجماهير تستحق الأفضل دائمًا، والأمل لا يزال قائمًا في أن يتم تصحيح الوضع وتحقيق العدالة في كل القرارات المتعلقة بهذه المباراة وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *