بقلم: أحمد بدوي
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية بالسياحة في محافظة أسوان لجذب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم، وزيادة إشغال الفنادق، إلا أن السياحة في أسوان لا تزال تعاني من نقص حاد في بعض الجوانب الهامة التي قد تجعلها في مقدمة المقاصد السياحية المتميزة.
رغم أنه تشير العديد من الدراسات والمؤتمرات العلمية والترويجية إلى أن أسوان تمتلك مقومات سياحية كبيرة، ولكنها لا تزال بحاجة إلى خطوات فعلية لتنفيذ هذه الأفكار على أرض الواقع. فقد عُقد مؤخراً “الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية” بجامعة أسوان، الذي أظهر اهتماماً كبيراً بالمقاصد السياحية في المحافظة، ورغم الثناء الكبير الذي ناله الملتقى من ضيوفه، إلا أن توصياته لم تجد بعد طريقها إلى التنفيذ الفعلي.
من أبرز التوصيات التي خرج بها الملتقى، كان التأكيد على ضرورة تحويل السياحة الرياضية إلى قطاع اقتصادي ناجح، لجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية لهذا القطاع الهام. وهذا يتطلب توفير الحوافز اللازمة وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التسويق السياحي المتنوع الذي يشمل الرياضة والترفيه، والتراث ،كما تم التأكيد على أهمية استغلال الموارد الطبيعية في أسوان مثل نهر النيل، الرمال السحرية، والطقس المعتدل طوال العام، لتنشيط السياحة الرياضية والعلاجية.
وأوصى الملتقى بتشكيل لجنة تنفيذية عليا تضم كافة الجهات المعنية، بهدف استغلال هذه الإمكانيات وتحويلها إلى واقع ملموس يساهم في تعزيز السياحة الرياضية في مصر بشكل عام وأسوان بشكل خاص. مع توفير فرص عمل للشباب ، ولا يمكن تجاهل دور التكنولوجيا في هذا التحول الرقمي ، حيث تم اقتراح استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة السائحين لرفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم، بالإضافة إلى ضرورة تطوير الألعاب الشعبية والتراثية والفرعونية كمنافسات رياضية محلية، أو قارية مع تأسيس اتحاد رياضي تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة لتنظيم هذه الفعاليات.
وفي خطوة نحو التحول الرقمي، اقترح الملتقى تصميم منظومة موحدة للسياحة الرياضية والعلاجية بالتعاون مع الجهات المعنية مثل كليات علوم الرياضة والطب ووزارة السياحة، بالإضافة إلى استثمار تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم تجارب تفاعلية للسائحين، مثل الجولات الافتراضية في الملاعب والتجارب الرياضية.
تُعد هذه التوصيات بمثابة خارطة طريق لإنعاش السياحة في أسوان، ولكنها في النهاية تحتاج إلى إرادة سياسية قوية وقرار جريء من قبل المسؤولين، وخاصة وزير السياحة والآثار، لكي يتم تنفيذها وتحقيق العائد الاقتصادي المستهدف. فالفرص كبيرة في أسوان، والأفكار مبتكرة، ولكن يبقى تنفيذ هذه الرؤى هو التحدي الاكبر والأهم.