كتبت: دعاء سيد
القرآن الكريم مليء بالأدعية التيّ تحمل معاني عظيمة يمكن أنّ تشكل منهاجًا لحياة المسلم، من بين هذه الأدعية نجد دعاء النبيّ إبراهيم -عليه السلام- في قولهِ -تعالى-: {وَٱجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ} (الشعراء:85)،
هذا الدعاء يحمل رجاءً من اللِّه -عز وجل- لتحقيق الهدف الأسمى لكلِّ مؤمنٍ، وهو دخول جنة النعيم.
الآية الكريمة جزء من دعاء طويل ذكره اللُّه -تعالى- في سورة الشعراء على لسان سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، هذا الدعاء يعبر عن تواضع النبيّ واحتياجه إلى فضل اللِّه -سبحانه وتعالى- ورحمته، طلب سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بأنّ يكون من ورثة جنة النعيم يعني رغبته العميقة في الحصول على مكانٍ في الجنة، التيّ هي مستقر المؤمنين وغاية المتقين.
ولهذا أثر الدعاء على حياة المسلم، فهو يساعد المسلم على توجيه قلبه ونظره نحو الحياة الآخرة، حيث الجنة هي الجزاء الأعظم للمتقين، ويجعل المسلم يعيش حياته وهو يتطلع إلى اليوم الذي يدخل فيه جنة النعيم، والدعاء المستمر بأنّ يجعلنا اللُّه -تعالى- من ورثة الجنة يذكر المسلم بأنّه يحتاج دائمًا إلى رحمة اللِّه -تعالى- وفضله، وأنّ العمل الصالح هو الطريق إلى هذه الرحمة.
دعاء النبيّ إبراهيم -عليه السلام- يظهر تواضعه ورغبته الصادقة في الحصول على رضا اللِّه -سبحانه وتعالى-، مما يُعلم المسلم أنّ يسعى دائمًا للخير بتواضعٍ وإخلاص بعيدًا عن الغرور، والإيمان بأنّ الجنة هي هدف يستحق السعي يجعل المسلم يعمل بجدٍ واجتهاد؛ لتحقيق هذا الهدف ويدفعه هذا الدعاء إلى الاجتهاد في الطاعات والابتعاد عن المعاصي.
{وَٱجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ} هو تذكير دائم للمسلم بأهمية السعي للآخرة والتركيز على الفوز بالجنة، يجعل هذا الدعاء المسلم يدرك أنّ الحياة الدنيا ليست إلا مرحلة قصيرة، وأنّ الهدف الحقيقي هو الفوز بالجنة، فعلينا أنّ نتأمل في هذا الدعاء ونجعله جزءًا من أدعيتنا اليومية؛ لنعيش حياةً مليئة بالإيمان والعمل الصالح.