كتبت: دعاء سيد
نَمرُ في حياتِنا اليومية بظروفٍ صعبة وتحديات قد تجعلنا نشعر باليأسِ والإحباط، ولكن يجب علينا أنّ نتذكر دومًا قول اللَّه -تعالى-: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف: 87).
رَوح اللُّه تعني رحمة اللّه وفرجهُ، ففي الأوقات العصيبة والمحن، يجب أنّ نكون على يقين بأنّ اللَّه -تعالى- قادرٌ على تغييرِ الأحوال وتحقيق المعجزات، إنّ الأمل في رحمةِ اللِّه -عز وجل- هو صفة المؤمنين الذين يعلمون أنّ اللَّه -تعالى- رحيمٌ وقادر على كلِّ شيء.
هناك العديد من القصصِ في القرآنِ الكريم والسنة النبوية الشريفة التيّ تُذكرنا بأنّ لا نيأس من رحمةِ اللِّه -سبحانه وتعالى- ومنها، قصة يعقوب -عليه السلام- وابنه يوسف -عليه السلام-، عندما فقد يعقوب ابنه يوسف، لم يفقد الأمل في رحمةِ اللِّه -عز وجل-، واستمر بالدعاءِ والانتظار حتى جمعه اللُّه -تعالى- بابنه بعد سنواتٍ طويلة من الفراق.
قصة أيوب -عليه السلام- هي مثال آخر على الصبرِ وعدم اليأس من رحمةِ اللِّه -تعالى-، فعلى الرغمِ من المرضِ الشديد والمحن التيّ تعرض لها، ظلَّ أيوب صابرًا ويقول: {إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء: 83)، وكان جزاؤه أنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- شافاه وأعاده إلى حالتهِ السابقة؛ بل وأفضل.
الدعاء هو وسيلة المؤمن للاتصالِ باللِّه -عز وجل- وطلب الرحمة والمساعدة، قال النبيُّ (ﷺ): “الدعاء هو العبادة”، كما أنّ الصبر هو جزءٌ أساسي من الإيمانِ، قال اللُّه -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
(الزمر: 10).
يجب علينا أنّ نتذكر دائمًا أنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- معنا في كلِّ لحظةٍ، وأنّ رحمته واسعة تشمل كلَّ شيء مهما كانت الظروف صعبة، يجب أنّ نثق في قدرةِ اللِّه -تعالى- ورحمته، ولا نيأس أبدًا من رَوْحِ اللَّهِ؛ بل نواصل الدعاء والصبر والعمل الصالح، وسنجد أنّ اللَّه -تعالى- قريبٌ يُجيبُ دعوة الداعي إذا دعاه.