كتبت: دعاء سيد
قال اللُّه -تعالى-:{وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (النساء: 28)، آية تتناول حقيقة ضعف الإنسان سواء من الناحية البدنية أو النفسية، وتُظهر حاجة البشر إلى رحمة اللِّه -تعالى- وعونه في كل مراحل حياتهم، خلق اللُّه الإنسان بجسد ضعيف، يحتاج إلى الطعام والشراب والراحة ليستمر في الحياة، حتى مع القوة البدنية التيّ قد يكتسبها بعض البشر، يظل الإنسان عرضة للأمراض والإصابات والتعب، وهذا الضعف الجسدي هو جزء من تكوين الإنسان الذي يذكّره دائمًا بأنّه لا يمتلك القوة المطلقة وأنّ اللَّه هو القوي المتين.
أما من الناحية النفسية، فالإنسان عرضة للخوف والحزن والقلق، ويمكن أنّ يتأثر بالمغريات والشهوات، هذه العواطف تجعل الإنسان ضعيفًا أمام الاختبارات والمحن التيّ يواجهها في حياته؛ ولذلك يحتاج المؤمن إلى التمسك بالدعاء والاستعانة باللِّه ليعينه على تجاوز هذه الضعف.
اللُّه -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان بضعفٍ كي يكون دائمًا مدركًا لحاجته إلى الخالق، إذا لم يكن الإنسان ضعيفًا، ربما كان سيغتر بنفسه ويظن أنّه قادر على تحقيق كلّ شيء دون حاجة إلى اللِّه؛ لذلك ضعف الإنسان يجعله أكثر تواضعًا ويقربه إلى ربه، ويحثه على الاعتماد على اللِّه -تعالى- في أمور حياته كلها.
تذكّرنا الآية بأنّ الإنسان بحاجة دائمة إلى اللِّه -تعالى- في كلِّ صغيرة وكبيرة، فمهما ظن الإنسان أنّه قوي أو مكتفٍ بذاته، يبقى محتاجًا إلى لطف اللّٰه وعنايته، يقول اللُّه -تعالى-:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر: 15)، ما يعكس حاجة الإنسان الدائمة إلى اللِّه -تعالى-، ويعكس ضعف الإنسان الحاجة المستمرة إلى التواضع واللجوء إلى اللِّه -تعالى-، وتذكير المؤمنين بأنّ ضعفهم هو جزء من طبيعتهم البشرية يمكّنهم من الاعتماد على اللِّه -تعالى- في كلِّ ما يواجهونه في حياتهم، وهو ما يضمن لهم الراحة والطمأنينة النفسية.