بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولما إنتبهتُ لِما قد يُحاك مِن حول مِنِى صمّمتُ أُذُنِى عنِ السبب، منِ المُلام بِلا معرِفة؟ وإنطلق صوتِى وأنا أُنادِى مِن قلبِ بُرجِ القاهِرة… والكُلُ سمِعَ ما قد نويت بِلا أى شارة أو بادِئة، ومقصُ الرقِيب عجز عن قصِ الشائِعة، وساعِى البرِيد جاء لِبيتِى بِالبينة، والكوافِير ساوى أطرافَ شعرِى كالبارِحة.
ووضعتُ الطعام فِى مُنقارِ الحمام وأنا أطِيرُ بِلا أجنِحة، تخطيتُ السِفُوح حتى وصلتِ إلى أعلى قِمة جِبال فِى سانتِ كاترِين مُغرِدة… قد بُحّ صوتِى وأنا أُنادِى بِلا أى رد كالتائِهة، ورميتُ عُنوان بيتِى لِمن ينوِى وصلِى كالساحِرة، وأخذتنِى قدمِى لِعِبُورِ الطرِيق بِلا بِطاقةِ دعوة أو أشرِطة.
وضعتُ الزِهُور حول عُنقِى مِن غيرِ مشى مُتباطِئة، وبحثتُ عن راقِى شرعِى وأنا مِتوجِسة، طلبتُ يجِئ بِلا تأخِير ثانِية لِإنقاذِى مِن شوكة حاسِدة… قد وضع يده بِالتراتِيل على أعلى رأسِى وأنا مُنهكة، طمأننِى أنه كان سبباً فِى بطلِ الحسد، وبِإنتِهائُه دق بابِى صوت ساحِر أقلعنِى كالطائِرة.