ولما مرضت تذكرتُ كُلَ شئ حولِى فِى لمحِ بصر

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

ولما مرضت تذكرتُ كُلَ شئ حولِى فِى لمحِ بصر، تأكدتُ أنِى قوِية شامخة تُدارِى تعبها بِألف وجه… تأملتُ تِلكَ الخِطُوط المُستقِيمة فِى أعلى سقف، أعيتنِى بعضَ التفاصِيلِ الصغِيرة على كلِ شكل، وأذكُر ملياً أنِى قابلتُ تِلكَ الدوائِر تدورُ بِى أعلى وأسفل كأنِى حُلم.

أُضخم الإحساس بِالأشياء حولِى، أُميز الأصوات بينِى وبين الأسِرة بِمليونِ وصف، فالصوتُ الرخِيم يعنِى الحياة بِكُلِ فوضى وأى زخم… تمنيتُ أن تكُون أُمِى جِوارِى لِربطِ الضفِيرة وقصِ الأظافِر أول بِأول، رأيتُ كُل من قد نسِيتهُم أمام عينِى كهِبُوبِ نسم.

إنشرح وجهِى لِسماعِ طِفلة تطلُب مناشِف مِن تحتِ دُش، والأُمُ جريت كى تُغطِى جسدها بِكُلِ عطف… داريتُ حُزنِى لمرض مُسنة تتأوه بِعُمق، قبلتُ يدها والرأس معها لِأُواسِى همّ، عبرتُ الطرِيق بِكُلِ سِلم، والحِينَ أُدرِك معنى الحياة وأنا أُدندِن بِصُوت أجش بِكُلِ كتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *