وكُلُ وطنٍ فِى العِرُوبة يغرُق فِى ثورة ليست بِثورة بل هى فوضى بِسببِ مِنهُم أمراً ونهىٍ

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

نحنُ أبناءُ العرب، حُرِمنا مِن الحياةِ دهراً بِفِعلِ فاعِل أوهمنا أنُه رقِيب علينا ونحنُ قُصّر، أخذُوا حياتنا وحُرياتنا وأوهمُونا بِالجنة معهُم، منعُونا مِن حقِ التحدُث إلا بِإذنٍ… قد فرقُونا وقسّمُونا وأشاعُوا فُرقة بِين بنُونا بِكُلِ إثمٍ، والأهلُ باتُوا ما بِين مُعارضة أو مُوالِى يحمِل سِلاح لِقتلِ ناسُه فِى تأذِى.

هُم يدّعُون الدِيمُقراطِية فِى الغربِ بِنا لكِنهُم نهبُوا بِلادنا وأعطُوا السِلاح لِمُجرِمِين لِقتلِ ناسنا مِن دُونِ رحمة، وخرجُوا علينا مُدعِيّن أنّا ينقُصُنا دِيمُقراطِية بِنا كى نبقى معهُم… منعُوا الخِطابة فِى كُلِ مسجِد، فالوضعُ قائِم والوقتُ يمضِى لِمصلحتهُم، والطِفلُ يكبُر ويشُبُ طوقاً أمام مِنّا كأنُه نسىٍ.

والموتى ذهبُوا ولم يُخبِرُونا بِالأمرِ كُلُه، والعربُ ملّوا مِن الوِعُود لِتكسِيرِ عظمٍ، قد صِرنا رِيحاً تذهب تجِئ بِلا أى رأىٍ، والطِفلُ كبُرَ والحُلمُ ضاع بِلا تحقُق… والغربُ جنّد عُملاء بِنا، والعينُ كبُرت على الخِيانة مِن كُلِ حدٍ، قد أضعفُونا فِرقاً ومذهب، وألقُوا بِنا فوق السفِينة لعلّ نرحل كأنّا سبىٍ.

والعرب عادُوا ولم يعُودُوا مِن أى سفرٍ، تأتِى سفِينة ترحل بِأُخرى والناسُ كُثرٍ، والأمرِيكان يرمُون لُقمة لا تسُدّ جُوعاً ولا أىُ رمقٍ، من ليس معهُم أرّدُوه أرضاً، زرعُوا الصهاينة لِلفتكِ بِنا… والإبنُ يحلُم بِأى سفرٍ، وكُلُ وطنٍ فِى العِرُوبة يغرُق فِى ثورة ليست بِثورة بل هى فوضى بِسببِ مِنهُم أمراً ونهىٍ.

نحنُ العرب نُرِيد سلام مِن غيرِ دمٍ، ننشُد سلام وإقام آذان بِدُون طوائِف أو مذاهِب تدعُو لِعُنفٍ، والغرب فطّنُوا لِما أردنا فأرادُوا بطشاً، جعلُوا العِباد مُتعصِبة بِغيرِ فِكرٍ… والغرب نجحُوا والعرب وقعُوا، والغرب وعدُوا بِالحياة والإنسانِية لِأى شخصٍ مادام عربِى، وفجأة حنّثُوا مِن وِعودهُم بِكُلِ جرىٍ

نحنُ العرب بِفِعلِ فاعِل لم نعُد إخوة، والغرب صعدُوا والعرب نقمُوا، والغرب هربُوا والعرب نزفُوا، حرمُونا مِن تدابِير الجنازة لِكُلِ وطنِى حتى مشيُوا… قد زرعُوا إسرائِيل بِنا لِتُعِيث فوضى فِى كُلِ بلدٍ طُولاً وعرضاً، حرُمونا مِن أىُ عدلٍ، وباتُوا هُم يمزحُون بِأنا ينقُصُنا الدِيمُقراطِية بِكُلِ هزىٍ.

نحنُ العرب قد خُدِعنا فِى زيفِ غربٍ، تِلكَ المشاعِر أُوقِدت مِن دُونِ وقفٍ، فلِكم حلُمنا بِالسلام لكِنهُم مدُوا يدهُم بِالسِلاح لِفصائِل لِلقتلِ بِنا… هُم يدّعُون الإنسانِية لكِنهُم مُزيفِين بِكُلِ لونٍ، ويدّعُون أنهُم هُم أوصِياء على كُلِ عقلٍ، لكِنهُم سلبُوا عُقُولنا وأغرقُونا فِى الحِرُوب بِكُلِ خِزىٍ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *