وقفت واشُنطُن عاجِزة، قادة المُوساد داسُوا بِقدمٍ مِن جِنُودنا واحِدة، لهثُوا وراءنا لِلتفاوُض ولِأجلِ حلِ المسألة

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

فِى ذِكرى نصر فِى يومِ عشرة مِن شهرِ صُوم، سجلنا كلِمة لِلتارِيخ ولِكُلِ جُندِى مِن رجالنا أوفى بِوعدُه لأجلِ مِصر كى تقُود الملحمة… هذا الوفاء جعل البِلاد تمضِى زهواً مرفُوعة رأس بين الأُمم، فِى كُلِ عام تفِيضُ أعِيُنِنا دِمُوع عُرفان مِنا بِالبواسِل ضحت بِرُوحها لأجلِ مِصر فِى صبر.

تِلكَ البِيادة فِيها سر يُغرس بِعمقُه فِى كُلِ أرض مُدبباً، تِلكَ البِيادة كالرُصاصة مُصفحة لِصدِ ضرباتِ الغُزاة فِى الخاصِرة… تِلكَ البِيادة مُدرعة لِردِ صفعاتِ التآمُر على أرضِ سِينا مُزلزلاً، تِلكَ البِيادة عبرت قنال رُغم المخاطِر والفِتن، تِلكَ البِيادة ردت كرامة كُل مصرِى فِى جبّر.

تِلكَ البِيادة أردت بنُو صهيُون أرضاً فِى يومِ عاشِر مِن شهرِ صُوم رُغم المشقة والصِعاب والخطر… تِلكَ البِيادة تحدّت عدو أشاع عنه أنه لا يُقهر أبداً فِى المعارِك والخُطب، فحولت الأرض حول مِنهُم لِكُتلة مِن اللهب، ورفعت علمنا على أرضِ سِينا وفِى كُلِ شِبرٍ نطق الحجر.

كان النهار لما إنتصف شاهِد على جِيل المعارِك والمِحن، جرى العدو أمام مِنهُم كان جبان مُرتعِش… كانت إشارة لِلجِنُود فِى شهرِ صُوم فِى جلّل، هدوُا الخِطُوط والسِدُود بِضربة واحدة فِى غمد، اللهُ أكبر يا رِجال الأرضُ نطقت فِى صمد، والشعبُ وقف مع جيشه يداً بِيد مُنتصِر.

وساعة الهِجُوم كان الجمِيع مُصفِقاً، ذهب العدو إلى الجحِيم وبقىّ الوطن، بقىّ الجِنُود أِسُود دُعاة فِى المعركة… وأخذنا سِينا والتُراب ورفعنا علماً فِى المِيدان مُجلجِلاً، دُكت معاقِل العُداة ساوُوها أرضاً بِصرخة واحدة مُمهدة، ضحُوا بِرُوحهُم لأجلِ مِصر وشعبُها مِن الشرر.

وقف التارِيخ شاهِد علينا مُوثِقاً، كانت بِحق مُعجِزة، والحربُ قامت والكُلُ ضحى بِالنفِيس لأجلِ مِصر كى تعِيش وتنتصِر… والوطنُ عاد بِرجال شُداد تحمِى تُعمِر فِى صمم، طوت جِبال بِشقِ نفس لِتُعلِن إنتِصار الوطن، كانت حِكاية مُجلجِلة الكلُ شارِك فِى المِيدان فِى فخر.

وقفت واشُنطُن عاجِزة، قادة المُوساد داسُوا بِقدمٍ مِن جِنُودنا واحِدة، لهثُوا وراءنا لِلتفاوُض ولِأجلِ حلِ المسألة… لا فوض فوهاً لِلأمرِيكان وتل أبِيب لِخِداع مِنهُم وسُوء أدبٍ بِخشُونة فظة مُوثقة، جلسُوا أمامنا بعد نصرٍ مُعلنِين مِصر حُرة مِن إحتِلال كان على مرمى النظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *