بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
وضحكِتُ لِهِراءٍ يقتاتُ على الأفواهِ والألسُن لِخلِيفة وياللسُخرِية عُثمانِى ينتصرُ، ورِجالِ البنا مِن حولُه فِى وطنُه فِى المنفى ينبطِحُوا… فعهدتُ إلى عبدٍ مملُوكِى لِيتبارز مع جيشِ السُلطانِ فِى القلعة علّ يعودُوا يعتذِرُوا، وما تبقى يرمِيهُم بِلا أسفٍ مِن أعلى مكانٍ فِى القصرِ ويُدِيرُ الظهرَ بِلا عودة ويرتحِلُ.
أنا السُلطانة لا يعلُو سُلطاناً على جاهِى فِى ترفٍ، لا خلِيفة يرفع صوتُه فِى حضرِى، فأُريه كيف يكُون ردِى، بِإشارة مِنِى أرميه بين الخدمِ لِيتسكع فِى البهوِ… فهل يجرُؤ خليفتُه على الهذيانِ فِى العلنِ؟ وهل أقصى أمانُيه حُكم بِلادٍ لا تُعنِيه فيُكسر ظهرُه مُنحنياً، تُرى هل عدل عنِ الفِكرة أم نكّس علمه فِى وجلٍ؟
أيا عُثمانِى مُتعبةٌ أنا مِنكَ وصوتُ البُومة فُوق رأسِى قد نعقَ ويزدحِمُ، وأفكارٌ تُراوِدُنِى فِى حِيرة عن نفسِى، وسوءُ الظن لِصنيعتُكَ فِى نفسِى يعترِكُ… فكيفَ واتتكَ أفكارُك لِتُظهِرُها على الملأِ؟ وهل تعلم أن أتباعُك رِفاقِ البنا فِى المزبل تنقلِبُ، وأن الوقت قد حانَ لِلحُكمِ، فلا تهرُب توقف عِندُك مُنعزِلٌ.
ونفسُ القِصة لِخيانة أصحابِ السُوءِ تعتمِلُ، بِفتاوِى جِهاد نكحٍ على الأشهادِ تختمِرُ، بِأفكارٍ مُلوثةٍ لِإرهابِى زواج مُتعة على أرضِ السُلطانِ تنتحِكُ… ستُقطع يدَ من عاثَ فِى الأرضِ فساداً أو ظُلماً، سيُقطع دابِر من باع عُرُوبتُه وإسلامُه على مهلٍ، وهذا السِجنُ والسياف ينتظِرُ، وخيلُ القصرِ سيهرُب إلى الأسطبلِ.
ألم تقرأ نِهاياتُك منبُوذاً بِين الأُممِ، وهذا الدرسُ فِى التارِيخ لِخِلافة تتهاوى كما الشاهِ ينذبِحُ، بِفِراءٍ على الفرشٍ ينسلِخُ، وصوتُ الحق لِلظُلمِ يرتفِعُ… وحُكمُ خِلافة لم تدُمْ إلى أحدٍ، إنّ تاريخكُم دموِى وتِلكَ الحِقبة مزبلةٌ، وصُوت أتاتُورك يرتجِفُ، وعلمُ العُثمانلِى فِى الأقطارِ سيُداس تحت الأقدامِ والنعلِ.
يا خلِيفة أتتكَ جِنُوداً على بابُك تقتصُ، وأفعالُك باتت تشهد سُوءَ النِية وتفضحُكَ، وكُلُ ولِيد سيشُب طوقاً وسيكبُر لِيُدافِع عن هويتُه… خِلافتكُم جلبت عاراً إلى الأُمة بِمآسِى توتجِعُ، يا عُثمانلِى لن يبكِى سِواكَ على جهلُك، وستبقى مكانُك هُو نفسُه بِدُونِ توسُع أو فتحٍ، وستُلقِى مصِير أسلافُك فِى فشلٍ.