وداعا رمضان

كتبت: دعاء سيد 

يأتي وداع شهر رمضان الكريم كل عام بحنين واشتياق، فقد كان هذا الشهر المبارك فرصة لنا لتجديدِ العهد مع ديننا وتقوية الروابط مع اللِّه-تعالى-، شهر الصوم والصلاة والتسامح، شهر تحقيق القرب من اللِّه-عز وجل- بالأعمالِ الصالحة والذكر والدعاء.

كما ودع النبيُّ(ﷺ) هذا الشهر المبارك بالحزنِ والأسى حيث كان النبيّ(ﷺ) يودع رمضان بدعاءِ ” اللهم لا تجلعه أخر العهد من صيامِنا إياه فإنّ جعلته فأجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا، الحمدللّه على التمامِ، الحمدللّه على البلاغِ، الحمدللّه على الصيامِ والقيام، اللهم اجعلنا ممن صام الشهر إيمانًا واحتسابًا وأدرك ليلة القدر وفاز بالآجرِ”، إننا نشعر بحزنٍ ممزوج بالأملِ عندما نشاهد غروب شمس رمضان ونستعد لوداعهِ، فرغم فرحتنا بقدوم عيد الفطر وانتهاء الصيام، إلا أننا نشعر بالحنينِ لأيامِ هذا الشهر الكريم والليالي المباركة التي أثرت قلوبنا بالطمأنينةِ والسكينة.

في هذا الشهر المبارك، كانت القلوب مترقبة للوقوف في صلاةِ التراويح والاستماع إلى تلاوةِ القرآن الكريم، وكانت الأرواح تتغذى بالتضرعِ والدعاء في الليالي العشر الأواخر من رمضانِ، عسى أنّ ننال ليلة القدر التي فيها يفرغ الله فيها من الرحمةِ والمغفرة.

وداع رمضان ليس مجرد وداع لشهرٍ من الأشهرِ؛ بل هو وداع لفترةٍ من التحولِ الروحي والتطهير النفسي، إنّه وقت لتقييمِ أنفسنا ومراجعة أهدافنا الدينية والمعنوية، والتفكير في كيفيةِ استمرار تأثيرات هذا الشهر على حياتِنا في الأيامِ القادمة.

ولكن كما يأتي وداع رمضان، يأتي أيضًا بفرحةِ العيد وبداية فصل جديد من التقربِ إلى اللِّه-تعالى- والعمل الصالح، ففي العيد نتبادل التهاني والأماني بالسعادةِ والنجاح، ونعبر عن شكرنا وامتناننا للِّه-عز وجل- على نعمهِ ورحمته.

وداعًا رمضان شهر الصيام والتقوى، وداعًا للأجواءِ الروحانية والتأملية التي زرعت في قلوبِنا السلام والسكينة، لكن بالرغمِ من الوداعِ، فإننا نحمل معنا العبر والدروس التي تركها لنا هذا الشهر الكريم، ونستمر في بذلِ الجهود لتحقيقِ التقرب إلى اللِّه-تعالى- وبذل الخير في كلِّ الأوقات والأزمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *