بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
حاولتُ سجعُكَ فِى كُلِ لُغةٍ مُستحِيلة، عجزتُ وصفُك بِدُونِ ترجمةٍ دقِيقة، عارضتُ فِيكَ أِنُوثتِى وحتى أحلامِى البعِيدة، وفِى عِيدِ حُبٍ أُرسِل سلام لِلعالمِينَ… والحبُ فِهمٍ وإحتِياج لِرُوح عنِيدة، يُردِينا حُسناً يطرحُنا أرضاً كالقتِيلَ، بِه معانٍ لِلتسامُح عدِيدة، والحُبُ وحىٌ بِه إهتدينا مُخلِصِينَ.
والرُوحُ تعشق من قد داوها بِسيلِ جارِف مِن مشاعِر خلِيطة، والحُبُ نِعمة مِن عِندِ ربٍ لِلعِباد عظِيمة، من قد زرعها أو رواها فِى أرضِ بُور عمِيقة… والحُبُ يدخُل، يأتِينا عُمياً مِن دُونِ سببٍ سِوى لِقاء يضُمُنا بِلا أقنِعةٍ شحِيحة، والحُبُ فجأة بِدُون مِيعاد كمِثلِ رِزقٍ يطُل علينا مُتفاجِئِينَ.
والحُبُ فوضى تعترِينا فِى كُلِ وصفٍ مُغيبِينّ، تخلِقُنا بدءاً لِلحياة ثُمّ تُحِى ما نُسِىّ فِينا، والحُبُ بِذرة تطرح علِينا ثِمار جدِيدة، والحبُ هيئة تُلبِسُنا فِيها… والحُبُ طُهراً مِن أى دنسٍ يُنقى الثِياب لِيعُود آخر مُزهِرِينَ، والسِلمُ كلمِة وعهدُ صادِق بِين مُتآلِفِين لِلحُبِ شرطاً عن ظهرِ قلبٍ مُتوافِقِينَ.
وفِى عِيدِ حُبٍ نُرِسل سلام لِمن قد نسِينا، نقُولُ أنّا ها هُنا مُتواجِدِينَ، نُرِيدُ قُرباً يغمُرُنا عطفاً مُتصالِحِينَ، بِرُوحِ سمِحة مع الجمِيع مِتودِدِينَ… من قد أحب، من طعن قلباً، من داس شخصاً، من نشر بُغضاً، من ترك قلبُه ومشاعِرُه اللعِينة، فالحُب غيرّ طِباع مِنا لِرُوحِ أعمق حتى عُدنّا ناصِعِينَ.
وفِى يُومِ حُبٍ مِن كُلِ عام فِى شهر فِبراير هوائِى نمسُك وِرُوداً بِلونِ أحمر بِهِ الحياة مُتدفِقة كمِثلِ أشرِطةٍ فرِيدة، والكُلُ يُرسِل عِباراتِ حُب وشخصُ واحِد يقبع هُناك يُديرُ ظهرُه ونحن ورائُه متتبِعِينَ… فالحُبُ شخص معه الحياة تدفعُنا نحوُه مُستسلِمِينَ، بِالحُبِ نُولد مهما كُنا مُتخاصِمِينَ.
والحُبُ صمتٌ يا رِفاق بِلُغةِ عين تفضح ما تم رائِعِينَ، والحُبُ يقوى مع الزمان مهما كُنا مُتباعِدِينَ، بِهِ دِرُوس تُفقِدُنا ذاتنا حتى ننضُج بِكُلِ مهل مُتصالِحِينَ… والحُبُ نكرٌ لِكُلِ ذات تلبِسُنا فِيها مُتجانِسِينَ، والحُبُ شكٌ لِلإيمان حتى نعُودُ مُؤمِنِينَ، ومهما نمضِى نعُودُ له مُتشبِثِينَ.
والحُبُ وُجِد فِى كُلِ وصفٍ، بِهِ دِلالاتٍ برِيئة، فالحُبُ نُطفة تنمُو بِبُطئٍ تطرح جنِيناً، والحُبُ أملٌ لِمِيلاد جدِيد لِأهلِ غزة فِى حُضنِ عربِى مُتآلِفِينَ… لن ننسى غزة فِى عِيدِ حُبٍ هُمُ الحياة بِرمزِ سِحرِى مُنضالِينَ، والُحبُ جاء وغزة تبكِى ونحنُ وثقى مِن فتحِ بابٍ لِبصِيصِ أملٍ، لِنحتفِلُ معهُم مُنتصِرِينَ.