بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولبِستُ فُستاناً طوِيلاً غطى كُلَ مفاتِنِى، مُطرز فِى شِكل دوائِر صغِيرة لِتُبرِز أناقتِى، بِمكياجِ هادِىء كمِثلِ عادتِى… وقفتُ أمام المِرآة طوِيلاً لِأعُيد ترتيب أطوالَ شعرِى وتأمُل خواتِمِى، فتحتُ كُلَ النوافِذ حولِى، ولم أنسى وضع لُون أحمر شفاه بِلونِ بُنِى لِيُجمِل نِعُومتِى.
لكِننِى قد إكتفيت داخل بيتِى بِزِينتِى، فليس لدىّ مِيعاد غرامِى لِأُثِير غيرتُه، ومِرآتِى بيت ثانٍ أهرُب إليها مِن عصبيتِى… وأِنِى جمِيلة فِى كُلِ عين لكِنِى محرُومة مِن نظرتُه، هُو ليس يعلم أنِى أتجمل كُلَ يوم لِأجلُه وحدِى فِى غُرفتِى، لكِنه ويا لِلغرابة لم تصِله أصداء أِنُوثتِى.
وفِى كُلِ يومٍ ألبُس رِداءً جدِيداً وكعب عالٍ لعلِى أقِف أمامُه ذات يوم لِأُثِير رِجُولته، لكِن بُعد التخصُص ما بِنا يحوُل دُون الِلقاء أو قُرب المسافة بينِى وبين نظرتُه… أعشق ذكائُه وثُقلُه العجِيب وتجاهُلُه، تُرى هل قلبُه بارِد تراه جامِد كجراحِ بارِع يمسِك بِمشرط لِيُعِيد تربِيتِى.