بقلم: احمد بدوي
في كل عام، وفي مثل هذه الأيام، نستذكر ذكرى النصر التي حققها الجيش المصري في العاشر من رمضان. ذلك اليوم الذي لا يُنسى والذي سطر فيه رجال الجيش المصري أروع صفحات البطولة والتضحية، وأثبتوا أن إرادتهم لا تقهر. في ذلك اليوم، تحقق انتصار عظيم لم يكن ليتحقق إلا من خلال عزيمة الرجال وإصرارهم على استعادة كرامة وطنهم ،وبذل كل ما هو نفيس وغالي في مواجهة التحديات العسكرية التي كانت تبدو مستحيلة.
الجيش المصري، الذي يضم بين صفوفه أبطالًا من كل فئات الشعب المصري، أثبت في يوم العاشر من رمضان أنه قادر على فعل ما يبدو مستحيلًا. لقد أظهروا في معركة العبور قدرةً استثنائية على التخطيط، والتكتيك، والتنفيذ، بفضل تدريبهم العالي وقيادتهم الحكيمة. وقد استطاعوا أن يقدموا درسًا عسكريًا لكل العالم، درسًا في الشجاعة والإرادة التي لا تعرف الاستسلام.
ما حدث في هذا اليوم ليس مجرد معركة حربية ناجحة، بل هو تجسيد لما يمكن للإنسان أن يحققه إذا كان يمتلك الإرادة القوية والإصرار. الجنود المصريون، بكل ما كانوا يمتلكونه من قوة معنوية، تغلبوا بها على التحديات الصعبة من خلال إيمانهم بأنهم يقاتلون من أجل وطنهم وعقيدتهم ، من أجل الأرض التي روتها دماء الأجداد. لقد كتبوا بدمائهم الذكية ملحمة حقيقية في التضحية والفداء، فكان النصر ثمرة لهذه التضحيات الجسام.
من دروس ذلك اليوم، أن الجيش المصري عندما يقرر أن يفعل شيئًا، فإنه قادر على تحقيقه مهما كانت الصعوبات. فعلى الرغم من التفوق العسكري والتجهيزات العسكريه الحديثة التي كان يملكها العدو، تظل هذه اللحظات التاريخية الفارة التي أظهرت الجيش المصري أنه لا يوجد شيء يمكن أن يوقفه عندما يكون الهدف هو حماية الوطن. النصر الذي تحقق في العاشر من رمضان لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان تأكيدًا على أن الجيش المصري هو درع مصر الحصين، وأنه قادر على مواجهة أي تهديد مهما كان حجمه أو قوته.
اليوم، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، من أزمات اقتصادية، وصراعات إقليمية، وتوترات عالمية، يبقى الجيش المصري قوة لا يستهان بها. فالجنود المصريون يظلون، كما كانوا دائمًا، هم الأمل في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن. ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات العسكرية بين مصر وأعدائها، فإن الجيش المصري يظل يشكل مصدر قوة وإلهام في العالم بأسره.
إن تلك الذكرى تذكرنا أن النصر ليس مجرد حدث عسكري، بل هو انعكاس للإرادة التي لا تنكسر، وللعزيمة التي لا تعرف المستحيل. ومن فعلها مرة قادر على أن يفعلها كثيرًا. والجيش المصري، الذي صنع هذا النصر التاريخي، قادر على تكرار تلك البطولات وتقديم الدروس في التضحية والفداء في كل زمان ومكان.
إن النصر في العاشر من رمضان كان خطوة أولى على طريق طويل من الدفاع عن الوطن والحفاظ على ترابه. ومع مرور السنوات، يستمر الجيش المصري في تقديم نفسه كحارس أمين لهذا الوطن الغالي.، فيظل الجيش المصري يبني المجد من جديد، ويظل الشعب المصري على يقين بأن جيشه قادر دائمًا على تحقيق النصر مهما كانت التحديات.
إن العاشر من رمضان سيظل محفورًا في الذاكرة المصرية علي الدوام ، فليس نصر عسكري فقط ، بل هو رمز للأمل، والإرادة، والقدرة على التغلب على المستحيل. ومع كل عام جديد، نحن نعلم أن من فعلها مرة، قادر على أن يفعلها كثيرًا.