معبد التنبؤات على أبوابه تتحقق الأمنيات

كتبت: مروة مرسي

إشتهرت مصر بالعديد من الكنوز والخفايا، التي لا تُعد ولا تُحصي والتي جعلتها مقصد للسائحين والخبراء الأثريين من جميع أنحاء العالم، ليحصلو على قدر كافي من الإستمتاع بعظمة وحضارة بلادنا العظيمة التي شُيدت بأيادي مصرية وبعظمة وإبداع المصري القديم، والتي مازلنا حتي الآن لم نكتفي من تاريخها ولم يغلق تاريخنا المصري صفحاته بعد فهو كل يوم في تزايد مستمر من الإبداع والتميز .

وإلي واحد من أهم أثار وخفايا واحات مصر التي صُنعت بفعل الطبيعة وهو معبد التنبؤات، أو معبد وحي آمون في سيوة، وهو من أبرز الأماكن الأثرية الموجودة في واحة سيوة، ويعرف أيضًا باسم معبد آمون، إذ يقع فوق هضبة «أغورمي» التي ترتفع ما يقرب من 30 مترًا عن سطح الأرض، ويمكن للزائر مشاهدة الواحة جميعها بجبالها ومنازلها ومزارع النخيل التي تحيطها من الطابق العلوي للمعبد.

ويتكون المعبد من ثلاثة أجزاء: المعبد الرئيسي، وقصر الحاكم، وجناح الحراس، وبه ملحقات أيضًا مثل البئر المقدسة التي كانت تستخدم في الاغتسال والتطهير، وتأتي أهمية المعبد كونه مهبط وحي الإله أمون بحسب معتقد المصري القديم لهذا كان مقصدًا للناس في العصر الفرعوني للاستشارة في الأمور التي يرغبون في التنبؤ عنها.

و هو أشهر معبد عالمي قبل الميلاد وكان يقصده الآلاف من كل أنحاء العالم فقط ليعرفوا لمحة من مستقبلهم، وقصة بناء المعبد جاءت في عام 572 ق.م عندما توقف قائد الجيش المصري في سيوة وهو متجه بجيشه إلى ليبيا وإسمه أحمس الثاني كان عسكريًا من الشعب ولم يكن من سلالة الملك، وكان وابيسماتيك الثاني ملك مصر في ذلك الوقت.

توقف القائد أحمس الثاني في معبد صغير كان به كاهن لآمون وتنبأ الكاهن له بأنه سوف يهزم في ليبيا ولكنه سيصبح ملكًا على مصر وفي 570 ق.م أصبح أحمس الثاني ملكًا على مصر، وأمر أحمس ببناء معبد كبير لآمون في سيوة وبنى فيه غرفة لقدس الأقداس.

وإشتهر المعبد بأنه معبد التنبؤات وكان يقصده الآلاف من كل مكان ليعرفوا ماذا سيحدث لهم في المستقبل، ونبوؤة جيش قمبيز 525 ق.م، وغزا قمبيز الثاني مصر وأخضعها لحكمه وأرسل رسله لكل المراكز الدينية وكهنة المعابد ليعترفوا بشرعيته في حكم مصر، ورفض كهنة آمون في سيوة الإعتراف به وتنبؤوا بأن جيشه سيسحق ويهزم غضب قمبيز جدًا وأرسل جيشًا قوامه 50 ألف جندي.

ولكن الجيش إختفى تمامًا بعد 7 أيام من مسيرته في صحراء مصر الغربية ولم يعد له أثرًا كما قال هيرودت في كتاباته أصبح معبد آمون مشهورًا بصدق تنبؤاته.

وزار الإسكندر الأكبر معبد آمون في سيوة في عام 331 ق.م وتوجه إليه عن الطريق الساحلي وهناك دخل مع كاهن آمون الأعظم في المعبد إلى قدس الأقداس وتم تعميده بالديانة الآمونية وأصبح إسمه الإسكندر ابن آمون المقدس، وسال الإسكندر عن مصير حروبه في الشرق.

وقال له كهنة آمون إنك ستملك العالم كله ولن تهزم في معركة تدخلها ولكن حياتك قصيرة وقد كان ملك الإسكندر العالم كله ومات وعمره 32 سنة، ومعبد آمون أو معبد التنبؤات مكان مضيء في تاريخ مصر القديم ومكان غريب وعجيب وهناك بعض من زاروه حتى بعد ما أصبح أنقاض.

والجدير بالذكر أن معبد آمون يشهد ظاهرة فلكية تسمى الاعتدال الربيعي، حيث تتعامد الشمس على المعبد مرتين كل عام في الربيع والخريف، ويتساوى الليل والنهار بعد 90 يومًا، حيث يكون أقصر نهار في العام، وبعده بـ 90 يومًا آخر يقع أطول.

ويرجع تاريخ معبد التنبؤات إلى عصر الأسرة الـ26، وتشير النقوش في منطقة قدس الأقداس إلى أن المعبد أنشئ على يد الملك “أحمس الثاني”، والذي يعد أحد أهم ملوك تلك الأسرة الفرعونية.

“يبدو أنها ليست أسطورة، وأن القصة حقيقية، وأنه حقاً معبد التنبؤات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *