كتبت: منى حماقي
في هذا العالم المُضاء بأضواءه المتلائله، يعيش البعض في حاله ضبابيه لا تُفارقهم، حيث يتخبطون في رحلة الرؤية المتزايدة الصعوبة بسبب مرض الشبكية الصباغي و الذي يسمي طبيا “Retinitis Pigmentosa”. ومع كل يوم يمر، تتلاشى الصورة أمام أعينهم وتزداد العتمة التي تحيط بهم.
فطريقة الرؤية للمصابين بمرض الشبكية الصباغي تتسم بالتدهور التدريجي، و التهديد بفقد البصر حيث يبدأ الأمر بفقدان القدرة على التمييز بين الألوان والأشكال بوضوح. لتصبح صور العالم تتشوه أمام أعينهم، وتختفي التفاصيل الدقيقة تحت سقف الظلام المتزايد، مما يجعل من الصعب فهم وتفسير ما يرونه.
بمرور الوقت، يتقلص مجال الرؤية لديهم ويصبح أضيق، حتى تتبقى لهم رؤية محدودة تتمحور حول مركز الرؤية فقط. يصبح من الصعب عليهم التعرف على الأشياء في الأماكن قليلة الاضاءه و المظلمة أو في الحركة السريعة، مما يجعلهم يعتمدون بشكل كبير على أشخاص مبصره بشكل سليم لتعاونهم في ممارسة حياتهم الطبيعيه في ظل الاضاءات الخافته و في السير ليلا، و يمكنهم الاعتماد على أنفسهم فقط في الإضاءة الجيدة والتفاصيل البارزة.
ومع تقدم المرض، يتحول شكل الرؤية إلى شكل ممر ضيق، حيث يتمحور البصر حول نقطة مركزية وتتلاشى الرؤية الجانبية تدريجيًا. هذا الشكل من الرؤية المعروف باسم “الرؤية النفقية” يقيد الإنسان في استيعاب البيئة المحيطة ويجعله يعيش في عالم محدود الأبعاد.
باختصار، تصبح رحلة الرؤية للمصابين بمرض الشبكية الصباغي تحديًا مستمرًا ومتزايد الصعوبة، حيث يتلاشى العالم ببطء أمام عيونهم ويزداد الظلام الذي يحيط بهم.
مرض الشبكية الصباغي لا يقيد فقط البصر، بل يقيد أيضًا قدرة الإنسان على تحقيق أحلامه وتحقيق طموحاته. لذلك، فإن توعية المجتمع ودعمه للمرضى مهمة للغاية، حيث يمكن للتوعيه والدعم المستمر أن يخفف من معاناتهم ويجعل رحلتهم في عالم الظلام أقل صعوبة وأكثر أملًا.