ماذا تقول الأحاديث النبوية عن نهاية العالم؟

كتبت: دعاء سيد 

تُعَدّ علامات الساعة من المواضيع التيّ تُثير اهتمام الكثيرين، تُقسَّم هذه العلامات إلى علاماتٍ صغرى وكبرى، ويُنظر إليها كإشارات تحذر من اقترابِ نهاية العالم، تُعرف علامات الساعة بأنّها تلك التيّ ذكرها النبيُّ (ﷺ) في العديدِ من الأحاديثِ النبوية، وتُعَدّ جزءًا من العقيدةِ الإسلامية التيّ تُعلِّم المسلمين كيفية الاستعداد ليومِ القيامة.

علامات الساعة الصغرى هي التيّ تظهر على مدى فترة زمنية طويلة وتسبق العلامات الكبرى، بعض هذه العلامات قد وقعت بالفعل، وبعضها لا يزال في المستقبل، من بين هذه العلامات ظهور الفتن، حيثُ أشار النبيُّ (ﷺ) إلى الفتنِ التيّ ستكون كقطع الليل المظلم، حيثُ يصبح المؤمن كافرًا والعكس، فيبيع البعض دينهم بعرضٍ من الدنيا، وأيضّا كثرة الزلازل فقد قال النبيُّ (ﷺ): “لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل”، وهذا ما نشهده في العصرِ الحديث من تزايد الكوارث الطبيعية، وانتشار الجهل حيثُ ذكر النبيُّ (ﷺ) أنّ من علامات الساعة انتشار الجهل وغياب العلم، وهو ما نراه في تراجع التعليم وانتشار الفساد.

العلامات الكبرى تحدث في فترةٍ زمنية قصيرة وتدل على اقترابِ يوم القيامة بشكلٍ مباشر، وتشمل هذه العلامات دخان يغطي الأرض لمدة أربعين يومًا، يُعتبر علامة عذاب للكافرين ورحمة للمؤمنين، وظهور المهدي المنتظر وسيكون له دورًا كبيرًا في توحيدِ المسلمين وتقويتهم في مواجهةِ الفتن والأزمات التي ستشهدها الأرض في آخر الزمان، وسيكون ظهوره مرتبطًا بعودة العدل والأمان إلى الأرض بعد فترة طويلة من الظلمِ والجور.

ويأتي بعد ذلك الدجال الشخصية الكاذبة التيّ تظهر في آخر الزمان تدعي الألوهية وتضل الكثير من الناسِ، والدابة وهي كائن يتحدث إلى الناسِ ويميز بين المؤمنين والكافرين، وطلوع الشمس من مغربها وفي هذا الوقت تُغلق أبواب التوبة، ونزول سيدنا عيسى -عليه السلام- حيثُ ينزل ليقتل الدجال ويقيم العدل، ويأجوج ومأجوج وهم قبائل مفسدة تخرج وتفسد في الأرضِ حتى يُنقذها اللُّه -تعالى-، والخسوفات الثلاثة خسوف بالمشرق وخسوف بالمغرب، وخسوف بجزيرة العرب، واخيرًا النار التيّ تخرج من اليمن وتطرد الناس إلى محشرهم.

معرفة علامات الساعة تُعلم الاستعداد ليوم القيامة من خلالِ التمسك بتعاليم الإسلام، والعمل الصالح، والابتعاد عن المعاصي، علينا أنّ نتذكر دائمًا أنّ العلم بوقت الساعة هو عند اللِّه -عز وجل- وحده، كما قال اللُّه -تعالى-:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} (الأعراف: 187).

فهم علامات الساعة يساعدنا على العيش بحياةٍ متزنة مليئة بالخيرِ والتقوى، ويذكرنا بأنّ الدنيا دار عمل واختبار، وأنّ الآخرة هي دار البقاء والجزاء، فعلينا أنّ نعمل لآخرتنا وكأننا نموت غدًا، ونعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *