بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
هذا التغيُر فِى ملامحِى باهِتاً، مُنذُ إلتقيتُه والعينُ باتت غائِرة، تنساب دِمُوع معاها بسمة حائِرة، ما كان ظنِى أن الحياة مُتقلِبة… تِلكَ المسافة بينِى وبينُه شاسِعة، هذا التحرُر فِى العِقُول مُتوغِلاً، فِكرِى عمِيق وفِكرُه أعمق لكِن عِقُول الناس باتت تافِهة.
ما شدنِى؟ هُو لا يُقارن بِمثلِ غيرُه مُطلقاً، قد كان له طلة مُذهِلة، بِهِدُوء عجِيب يهزُ نفسِى الساخِرة، بِنظرة مِنه يُغشى علىّ مُفرهدة… لم ألتقِى غيرُه شبِيهاً فِى المدى، هُو فرِيد بِفكرِ عالٍ واثِقاً، قد خلع قلبِى نابِضاً، لم أجد من يُناظِره شبِيه فِى ثقافة أُخرى مُتغيرة.
أهرُب لِقائُه وأدعِى فِى كُلِ مرة أنِى بِتُ مُسافِرة، لا قُدرة لِى على الصِمُود أمام مِنه ولو ثوانٍ ثابِتة، هو ليس بارِد كما كتبت بل شخص واثِقِ الخُطى… لا ينفعِل مِثلِى تماماً بِنظرة مِنه صائِبة، قادِر على كبحِ شِعُورِه مِن غيرِ هزِه مُطلقاً، هُو لا يُعوض وأنا أمامُه سارِحة.