كتبت: دعاء سيد
عندما ننظر حولنا، نجد أنّ الرحمة هي السمة التي تبرز في أكثرِ الأحيان عندما يكون الإنسان في حالةٍ من الضعفِ أو الشقاء، فعندما يعاني الإنسان يبحث عن لقمةِ رحمة تدفعه نحو الأمل والنجاة ولذلك؛ لا تُنزع الرحمة إلا من شقىِّ، وكما جاء في القرآن الكريم قال اللُّه -تعالى-:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
(الأنبياء 107).
في زمنِ الأزمات والكوارث، يظهر الإنسان من جديدِ بوجههِ الإنساني الحقيقي، حيث يتجلى التعاطف والرحمة تجاه المحتاجين والمظلومين، فعندما يتعرض الناس للأوجاعِ والمحن، تنبعث الرحمة من أعماقِهم لتلامسِ قلوبهم وتدفعهم لمدِّ يد العون والمساعدة، فعن أنس بن مالك- رضي اللُّه عنه- عن النبيِّ(ﷺ) قال:
“مَنْ لَا يَرْحَمْ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ”
من المؤكدِ أنّ الرحمة ليست حكرًا على الأوقاتِ الصعبة فقط؛ بل هي فعل ينبغي أنّ يُمارس في كلِّ الأوقات، فالرحمة تُشكل جوهر الإنسانية وتعكس القيم الأخلاقية التي ينبغي للإنسانِ أنّ يتحلى بها في حياتهِ اليومية.
إذاً؛ لا تُنزع الرحمة إلا من شقىِّ، فهي تبقى النور الذي يُضيء طريق الأمل والتسامح في وجه التحديات والصعاب، فلنبقى متحدين في تقديمِ الرحمة والعطاء؛ لأنّها السمة التي تجعل الحياة تستحق أنّ نعيشها بكلِّ كرامة وإنسانية، فعن أبي هريرة- رضي اللُّه عنه- عن النبيِّ(ﷺ) قال:
“الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”