كيف يمكن للرضا أن يجعلك أغنى الناس؟

كتبت: دعاء سيد

في رحلة البحث عن السعادة، يظن البعض أنّها تكمن في جمع المال أو الحصول على مناصب مرموقة؛ لكن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا الداخلي، في إحساسك بالاطمئنان والسكينة بغض النظر عن مقدار ما تملك، وقد أوضح لنا النبيُّ (ﷺ) هذا المعنى بقوله(ﷺ): “ارضَ بما قسم اللُّه لك تكن أغنى الناس”، فالسعادة لا تُقاس بما نملكه من ممتلكات؛ بل بالطريقة التيّ ننظر بها إلى حياتنا وما فيها.

الرضا هو حالة من القبول والاطمئنان، وهو أن يطمئن قلبك بما كتبه اللُّه -تعالى- لك من نعيمٍ أو محنةٍ، دون الشعور بالاستياء أو الحزن، هذه الصفة تجعل الإنسان يحقق السكينة الداخلية، وتبعده عن مشاعر الحسد أو الطمع، فبدلًا من النظر إلى ما ينقصه، يُقدّر الإنسان النعم التيّ بين يديه، ويتعلم كيف يعيش قانعًا وسعيدًا.

عندما ترضى بما قسم اللُّه لك، تكون قد حققت نوعًا من الغنى الداخلي، هذا الغنى هو شعورك بأنّ ما لديك كافٍ لإسعادك، وأنّك لا تحتاج للمزيد لتحقيق الطمأنينة، عندما يقتنع الإنسان بنصيبه، فإنّه يتجنب الصراعات النفسية التيّ تأتي مع المقارنة بالآخرين، ويعيش حياةً بسيطة مليئة بالسلام الداخلي.

كيف نتعلم الرضا ونعزز السعادة الحقيقية؟
خصص وقتًا يوميًا لتذكير نفسك بالنعم التيّ تمتلكها مهما كانت بسيطة، مع التركيز على ما لديك دون المقارنة بحياة الآخرين يجعلك أكثر تقديرًا لنعمك الخاصة، والتفاؤل وحسن الظن باللِّه، فالإيمان بأنّ ما قسمه اللُّه لنا هو الأفضل يجعلك تنظر إلى الحياة من زاوية إيجابية، التأمل في حديث النبيِّ (ﷺ): “ارضَ بما قسم اللُّه لك تكن أغنى الناس” يذكّرنا أنّ الغنى الحقيقي ليس في المال؛ بل في راحة النفس.

السعادة الحقيقية تبدأ من الداخل، ومن رضانا بنصيبنا في هذه الحياة، قال النبيُّ (ﷺ) حديثه؛ ليكون لنا درسًا نعيشه كلّ يوم، بأنّ نشعر بالرضا والاطمئنان بما قُسم لنا، فعندما نتقبل أقدارنا ونشكر اللُّه -سبحانه وتعالى- على ما وهبنا، نعيش حياة أكثر سعادة وراحة، ونصبح أغنى الناس حتى وإن كانت ممتلكاتنا قليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *