كيفية الخشوع في الصلاة وتحقيق حضور القلب بين يدي اللِّه

كتبت: دعاء سيد

الصلاة هي صلة العبد بربه، لحظة تتجلى فيها الرحمة والخشوع، يقف المؤمن بين يدي الرحمن خاضعًا مطمئنًا، فكيف نكون حاضرين بقلوبنا قبل ألسنتنا؟

يقول اللُّه -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون: 1-2)، فالخشوع هو روح الصلاة ومفتاح قبولها، وحضور القلب يبدأ بالإحساس بجلال الموقف بين يدي اللِّه -سبحانه وتعالى-.

الصلاة تذكير دائم بأنّ اللَّه -تعالى- قريب من عبده، يقول النبيُّ (ﷺ): “إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ” (رواه البخاري)، فهذا الحديث الشريف يؤكد أنّ الصلاة ليست مجرد أفعال ظاهرة؛ بل هي لقاء خاص مع اللِّه -عز وجل-.

قال النبيُّ (ﷺ): “لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الأخبثين” (رواه مسلم)، فيجب تهيئة النفس والبدن للصلاة؛ لتكون خالية من أي مشاغل، كما أنّ تدبر كلمات الصلاة يجلب الخشوع، في قراءة الفاتحة مثلًا نقول: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” (الفاتحة: 5)، فنشعر بالتوكل والتوجه الكامل للِّه.

يقول اللُّه -تعالى-: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (العنكبوت: 45)، الصلاة المؤداة بخشوعٍ تحقق تغييرات جذرية في حياة المسلم وتبعده عن المعاصي.

الصلاة ليست طقوسًا ظاهرية؛ بل هي رحلة روحية تنقل المؤمن إلى مقامات القرب من اللِّه -سبحانه وتعالى-، فلنحرص على أن تكون قلوبنا حاضرة وألسنتنا ناطقة بالحق وأفعالنا تعبر عن صدق نوايانا، فحينما نعيش معاني الصلاة نصبح قريبين من قوله -تعالى-: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه: 14).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *