قيمة العافية

كتبت: دعاء سيد

تُعتبر العافية واحدة من أعظمِ النعم التي منحها اللُّه -تعالى- للإنسانِ، فهي ليست مجرد حالة من عدمِ الإصابة بالمرضِ؛ بل هي حالة شاملة تشمل الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية، ومن المثير للدهشةِ كيف يمكن للإنسانِ أنّ يجهل قيمة هذه النعمة حتى يفقدها؟

في قولِ الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “العافية إذا دامت جُهلتْ وإذا فُقدت عُرِفتْ”، يُظهر لنا أنّ الناس قد يستغربون قيمة العافية ويتجاهلونها في حياتِهم اليومية، حتى يفقدوها، وحينها يدركون قيمتها الحقيقية.

ترسخ هذه القيمة في العديدِ من المواقفِ والتوجيهات في الدينِ الإسلامي، ففي القرآن الكريم نجد العديد من الآياتِ التي تحث على العنايةِ بالصحةِ والعافية، مثل قول الله -تعالى-: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}(الشعراء: 80)، وفي الأحاديث النبوية يُشجَّع المؤمنين على العنايةِ بصحتِهم، فقد قال النبيُّ(ﷺ): “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ” (رواه البخاري).

تحافظ العافية على القدرةِ على العملِ والعبادة وتمكين الفرد من تحقيقِ أهدافه في الحياة؛ لذلك يجب أنّ نكون ممتنين ونعتني بصحتِنا، ونعمل على الحفاظِ عليها بالتغذيةِ السليمة والرياضة والاهتمام بالجانبِ النفسي أيضًا.

إنّ فقدان العافية يُظهر لنا قيمتها، ويذكرنا بأنّها نعمة لا ينبغي التساهل في الحفاظِ عليها؛ لذا دعونا نستفيق إلى وعينا بقيمتِها ونعمل على الاحتفاظِ بها بكلِّ جهدٍ، تقديرًا لهبةِ اللّٰه لنا وحفاظًا على إنتاجيتِنا في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *