قرية حسن فتحي تتحدي التغييرات المناخية

كتب ا.د. وليد توفيق

رئيس قسم تطبيقات الليزر – معهد الليزر جامعة القاهرة

اكتشفوا حلاً سحرياً للصيف الحار اللاهب في قرية حسن فتحي! !
قرية حسن فتحي تُعتبر نموذجاً ملهماً للعمارة البيئية الذكية، حيث تجمع بين التصميم المبتكر واستخدام التكنولوجيا والتفاعل المجتمعي لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة. يتميّز هذا النموذج المعماري الذكي بتحديد تقنيات ومبادئ تسمح له بمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية، وبرودة الطقس في فصل الشتاء التي قد تصل إلى 10 درجات مئوية، دون الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء أو الدفايات. كما تهدف القرية إلى تقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية خلال فترات النهار، مما يسهم في تحقيق الاستدامة وتقليل استهلاك الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه مدينتنا اليوم تحديات مناخية صارمة، فصيفنا الحار صيفنا المشتعل لهيباً يكوي أجسادنا بنيرانه الحارقة ، بينما يأتي شتاء بارد جداً لدرجة تتجمد فيه العظام، مع تغيرات طارئة في الظروف الجوية خلال اليوم. في هذا السياق، تأتي ضرورة تصميم بنية بنائية ذكية، مثل قرية حسن فتحي تُعتبر نموذجاً مثاليا تُعرف بـ”تصميم بيئي ذكي”، لتكون درعًا قويًا أمام هذه التغيرات القاسية. هذا التصميم يهدف إلى الحفاظ على راحة وصحة سكان المدينة، فهو يعمل على توفير بيئة داخلية مريحة ومناسبة للعيش والعمل، حتى في أقسى الظروف الجوية. بفضل توجيهات البيئة الذكية، يمكن للمباني التكيف بشكل ذكي مع التغيرات الجوية السريعة، وتوفير درجات حرارة معتدلة وتهوية مثالية دون الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء الضارة بالبيئة. بذلك، يمكن أن يكون هذا التصميم البيئي الذكي الحل الأمثل لمدينتنا في مواجهة التحديات المناخية الحالية والمستقبلية. تتسبب التغيرات البيئية السريعة في تعريضنا لمخاطر صحية خطيرة، حيث قد تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان وتزيد من احتمالية تعرضه لنزلات البرد الشديدة سواء في فصل الصيف أو الشتاء. هذه التغيرات المفاجئة في الظروف البيئية تشكل تحديًا إضافيًا يجب مواجهته بفعالية، وهو ما يبرز أهمية تصميم بنية بنائية ذكية ومستدامة لتحقيق بيئة داخلية مستقرة وصحية للسكان، والتي تساهم في تعزيز المناعة والصحة العامة للمجتمع.

تتميز القرية بعدة مميزات تجعلها تبرز كنموذج للعمارة البيئية الذكية:

1.التصميم البيئي الذكي: تم تصميم القرية بحيث يتم توجيه الضوء الطبيعي بشكل فعّال داخل المباني، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام الإضاءة الصناعية في ساعات النهار، وبالتالي يقلل من استهلاك الطاقة. كما يتم توزيع الهواء بشكل فعّال داخل المباني، مما يساعد في تحسين جودة الهواء الداخلي وتوفير بيئة مريحة للسكان، دون الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء أو الدفايات بشكل مفرط.
2.تصميم المباني الهيكلي : يتم تصميم المباني بشكل مبتكر يسمح بتوجيه الضوء الطبيعي بشكل فعّال داخلها. يتم استخدام الزجاج عالي الجودة والمواد البنائية العازلة لتحقيق هذا الهدف.

3.توزيع الفراغات الخضراء: يتم تخصيص مساحات كبيرة للمناطق الخضراء والحدائق داخل القرية، مما يعزز التوازن البيئي ويحسن جودة الهواء ويقلل من الاحتياجات إلى تكييف الهواء.

4.استخدام الطاقة المتجددة: يتم تثبيت أنظمة للطاقة الشمسية والرياح في المباني والبنية التحتية، مما يقلل من الاعتماد على الطاقة الكهربائية التقليدية ويقلل من الانبعاثات الضارة.

5.تخطيط حضري متكامل: يتم تنظيم القرية بشكل يسهل الوصول إلى المرافق العامة والمساحات التجارية والترفيهية، مما يعزز التواصل المجتمعي ويقلل من الحاجة إلى استخدام السيارات.

6.تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: يتم استخدام التكنولوجيا الذكية لإدارة الموارد بشكل فعّال، مثل نظم الإضاءة والتهوية التي تعمل بالاستشعار وتتكيف مع احتياجات السكان.

7.الاستدامة البيئية: يتم التركيز في هذه القرية على استخدام مواد بناء صديقة للبيئة وتقنيات بناء تقلل من النفايات وتحسن جودة الهواء والماء.

8.توزيع الضوء الطبيعي: يتم تصميم القرية بحيث يتم توجيه الضوء الطبيعي بشكل فعّال داخل المباني، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام الإضاءة الصناعية في ساعات النهار، وبالتالي يقلل من استهلاك الطاقة.

9.تهوية مستدامة: يتم تصميم القرية بحيث يتم توزيع الهواء بشكل فعّال داخل المباني، مما يسهم في تحسين جودة الهواء الداخلي وتوفير بيئة مريحة للسكان، دون الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء أو الدفايات بشكل مفرط.

10.التخطيط الحضري المستدام: يتمتع التخطيط الحضري للقرية بالمرونة والاستجابة لاحتياجات السكان والمجتمع، مما يسهم في تحقيق التوازن بين البيئة والاقتصاد والمجتمع.

11.التكنولوجيا الذكية: تعتمد القرية على استخدام التكنولوجيا الذكية في إدارة الموارد وتحسين كفاءة الطاقة والماء وتحسين جودة الحياة للسكان.

12.التواصل المجتمعي: تشجع القرية على التفاعل الاجتماعي والتعاون بين السكان من خلال إنشاء مساحات مشتركة وفرص للتواصل والتعاون في مختلف جوانب الحياة.

باختصار، تعتبر قرية حسن فتحي نموذجاً مميزاً للعمارة البيئية الذكية، حيث تدمج بين الاستدامة البيئية والتكنولوجيا الحديثة والتواصل المجتمعي لخلق بيئة مستدامة ومريحة للسكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *