كتبت : رانيا التركى
من إخفاقاتٍ لتحدياتٍ ثم نجاحات هم ليسوا ذوي احتياجات خاصة فحسب، بل هم ذوي إرادة خاصة، وقلوب لا تعرف الانكسار. من بين الزحام خرجوا، يتكئون على عزيمتهم، ويصافحون الحياة رغم كل التحديات. لم تكن رحلتهم سهلة، فقد عانوا من نظرات الشفقة حينًا، ومن جدران الإهمال أحيانًا، لكنهم حولوا التعب إلى طاقة، والخذلان إلى خطوة للأمام. واليوم، نراهم في ميادين النجاح، يتصدرون المشهد، لا كأصحاب قضية فحسب، بل كصنّاع أمل يُعيدون تعريف القوة الحقيقية إحدى عشر ونصف مليون مواطن من ذوى الهمم شهدوا إهتمام غير مسبوق ف الأونة الأخيره هم أبطال الظل، من لم تهزمهم الإعاقة، بل جعلوا منها طريقًا لصقل قوتهم الداخلية. هم أولئك الذين علمونا أن الإصرار لا يحتاج لأطراف كاملة، ولا حواس مكتملة، بل يحتاج قلبًا لا يعرف الاستسلام، وعقلاً يؤمن بأن لكل إنسان قدرة، مهما بدت مختلفة. عاشوا فصولًا من الألم والخذلان، ووقفوا في صفوف الانتظار طويلًا حتى يسمعهم أحد، لكنهم رغم ذلك لم يتخلوا عن أحلامهم، بل صنعوا منها معجزات. تجد فيهم الشاعر، والرياضي، والمخترع، والمعلم، كلٌ يحمل قصة لا تُروى إلا على صفحات من نور. هم ليسوا بحاجة لشفقة، بل لفرص متساوية، ليد حانية لا تمسكهم خوفًا، بل احترامًا.