“فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” : تأملات قرآنية

كتبت: دعاء سيد

﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ جاءت الآية الكريمة في سياق دعوة اللّٰه -سبحانه وتعالى- للنبيِّ محمد(ﷺ) وللمؤمنين إلى التحلي بالصبر والثبات على الحق في مواجهة التحديات والمحن، تعد هذه الآية من أبرز الآيات التي تذكر المؤمن بأنّ الصبر هو طريق النجاح في الدنيا والآخرة، وأنّ العاقبة دائمًا تكون للمتقين الذين يخشون اللَّه ويلتزمون بتعاليمه.

يخاطب اللُّه -تعالى- في هذه الآية النبيَّ (ﷺ)، ويأمره بالصبر على الأذى والمشقات التيّ يواجهها في دعوته إلى الإسلام، الصبر هو القوة النفسية التيّ تُمكن المؤمن من مواجهة المحن والصعاب بثبات ويقين، وتتضمن الآية وعدًا إلهيًا بأنّ العاقبة، وهي النهاية الحسنة في الدنيا والآخرة، ستكون دائمًا من نصيب المتقين، هؤلاء هم الذين يتقون اللَّه في أفعالهم وأقوالهم، ويبتعدون عن كلِّ ما يغضب اللَّه، ويحرصون على اتباع ما أمر به من شرائع وأحكام.

للصبر أهمية في حياة المسلم حيث أنّه وسيلة للثبات على الدين، فالمسلم يواجه في حياته الكثير من التحديات التيّ قد تؤثر على إيمانه، والصبر هو الوسيلة التي تمكنه من الثبات، والعاقبة الحسنة دائمًا تأتي مع الصبر، سواء كان ذلك في تحقيق النجاحات الدنيوية أو الفوز بالآخرة، والصبر دليل على قوة الإيمان حيث أنّ الصبر يعكس مدى قوة إيمان المؤمن وثقته باللِّه، فهو يتيقن أنّ كلَّ ما يحدث في حياته هو بقدر اللِّه، وأنّ الصبر على الأقدار هو عبادة يتقرب بها إلى اللِّه -تعالى-.

العاقبة للمتقين تعني أنّ النجاح في النهاية سيكون لأولئك الذين يخشون اللَّه ويتبعون أوامره، المتقون هم الذين يسيرون في حياتهم وفق ما أمر اللُّه به، فهم يعلمون أنّ الحياة مليئة بالتجارب والابتلاءات، لكنهم يعتمدون على اللِّه ويصبرون حتى يأتيهم النصر من عنده.

فيجب على المسلم أنّ يتذكر دائمًا أنّ الصبر يأتي بتوفيق من اللِّه، فعليه أنّ يدعوه باستمرار أنّ يرزقه الصبر والثبات، والتوكل على اللِّه يعني أنّ المسلم يعتمد على اللِّه -تعالى- في كلِّ أمور حياته، سواء في السراء أو الضراء، ومن وسائل تقوية الصبر أنّ يتفكر المسلم في العاقبة الحسنة التيّ تنتظره، سواء في الدنيا أو الآخرة.

الآية الكريمة هي تذكير مستمر للمؤمنين بأن الحياة مليئة بالاختبارات، وأنّ الطريق إلى الجنة يحتاج إلى صبرٍ وثبات، إن من يتق اللَّه ويصبر على مشاق الحياة، سيحصل على العاقبة الحسنة التيّ وعد بها اللُّه -تعالى- المتقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *