كتبت: دعاء سيد
صلاة الفجر هي إحدى أعظم الصلوات في الإسلام، وقد خصّها اللُّه -سبحانه وتعالى- بفضلٍ كبير وجعل لها مكانةً عالية، إنها بداية يوم المؤمن تجمع بين الطاعة والروحانية، وتفتح أبواب الخير والبركة، فقد تحدث القرآن الكريم عن أهمية المحافظة على الصلاة عمومًا، وخاصة الصلوات في أوقات معينة، ومنها صلاة الفجر، حيث يقول اللُّه -تعالى-:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (البقرة: 238).
قد أشار بعض العلماء إلى أن “الصلاة الوسطى” قد تشمل صلاة الفجر نظرًا لأهميتها، كما قال -تعالى-:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: 78)، وهذا يشير إلى عظم أجر صلاة الفجر، فهي مشهودة من الملائكة الذين يشهدون قيام المؤمنين ويكتبون أعمالهم، وجاءت الأحاديث النبوية تؤكد على عظمة أجر صلاة الفجر، قال النبيُّ (ﷺ):”بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” (رواه أبو داود والترمذي)، كما قال (ﷺ):”من صلى البردين دخل الجنة” (رواه البخاري ومسلم)، والمقصود بالبردين هما صلاة الفجر وصلاة العصر، وفي حديثٍ آخر، قال (ﷺ):”ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها” (رواه مسلم)، وهذا دليل على فضل صلاة السنة التيّ تسبق الفريضة، فما بالك بأجر الفريضة نفسها؟
أما عن أثر صلاة الفجر في حياة المسلم، فهى نور يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح، المداومة على صلاة الفجر في جماعة تكون سببًا في حصول المؤمن على النور التام يوم القيامة، كما أنّها حماية من النفاق حيث قال النبيُّ (ﷺ):”ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا” (رواه البخاري ومسلم)، فأداء صلاة الفجر دليل على الإيمان الصادق والقلب المطمئن، وأيضًا هى بركة في اليوم، فعند الاستيقاظ لصلاة الفجر يمنح المسلم يومًا مليئًا بالنشاط والبركة، قال (ﷺ):”اللهم بارك لأمتي في بكورها” (رواه الترمذي).
للمحافظة على صلاة الفجر، يجب الابتعاد عن السهر غير الضروري، فيساعد ذلك على الاستيقاظ بسهولة، والدعاء اطلب من اللِّه أن يعينك على المحافظة على الصلاة، خاصةً صلاة الفجر، كما ينبغي التخطيط المسبق بضبط المنبه أو طلب المساعدة من الأهل، وأخيرًا تذكر الأجر، فالتأمل في فضل صلاة الفجر والنور الذي ستجده يوم القيامة يشجعك على الالتزام.
صلاة الفجر هي بداية يوم مليء بالخير والطاعة، ووسيلة للتقرب من اللِّه -سبحانه وتعالى- ونيل رضاه، الحرص على أدائها يعكس حب العبد لخالقه وطاعته لأوامره، يقول اللُّه -تعالى-:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء: 103)، فلنحرص على أداء هذه الصلاة العظيمة في وقتها؛ لننال الأجر العظيم والبركة في الدنيا والآخرة.