فرصة للتجديدِ الروحي والتقرب إلى اللِّه

كتبت: دعاء سيد

تأتي العشر الأواخر من شهرِ رمضان كفرصةٍ مميزة لنا للتجديدِ الروحي والتقرب إلى اللِّه-عز وجل-، فهي فترة شحن القلوب بالإيمانِ وتحفيز الأفراد على زيادةِ العبادات والطاعات، قال اللُّه-تعالى-: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»
(البقرة: 185).

أحد أهم مظاهر فضل العشر الأواخر من رمضانِ هى “ليلة القدر”، التي ذكرها اللُّه-تعالى- في كتابهِ الكريم بقولهِ: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
(القدر: 1-3)، وفي هذه الليلة العظيمة يتحرك المسلمون بالتضرعِ والدعاء، ويبذلون جهودًا كبيرة في العبادةِ والتوبة.

كما تشمل فضائل العشر الأواخر زيادة الصلاة والصيام، وقراءة القرآن الكريم، والتسبيح والذكر، وتقديم الصدقات والزكاة، والتعاون على البرِّ والتقوى؛ فهي فترة يستغلها المسلمون لتعزيز علاقتهم باللِّه-عز وجل- وتحقيق السعادة والرضا الداخلي، فعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: “كان رسول اللّه(ﷺ) إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله”
(متفق عليه).

علاوة على ذلك، تعتبر العشر الأواخر فرصة لتصحيحِ العادات والسلوكيات السلبية، وتحفيز النفس على النموِ الروحي والاجتماعي، وتعزيز روح التعاون والتسامح في المجتمعِ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبيِّ(ﷺ) قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبهِ” (متفق عليه).

فإن العشر الأواخر من رمضانِ تُمثل فترة هامة ومميزة في حياةِ المسلمين، حيثُ يسعون لتحقيقِ القرب من اللِّه-تعالى- وتجديد العهد معه، وتحقيق السعادة والرضا الداخلي، وتحفيز النفس على الارتقاءِ الروحي والمعنوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *