عذراً رؤساء العرب تحركوا من أجل فلسطين

بقلم: احمد بدوي

في وقتٍ تتزايد فيه التحديات ويواجه فيه الشعب الفلسطيني أعتى أشكال الظلم والقمع، يظل السؤال الأهم هو أين أنتم يا رؤساء العرب؟ لماذا يقف العالم العربي على هامش الأحداث الكبرى التي تتوالى في فلسطين، موقف المتفرجين ،خاصة مع تزايد التصعيد الإسرائيلي على أرض العزة والكرامة؟

لقد أصبح جليا أن فلسطين، التي كانت وما زالت قضية العرب الأولى، تواجه اليوم تهديدات جديدة وعملية احتلال مستمرة، يواجهها الفلسطينيون لوحدهم دون إنقاذ او صحوة ضمير ،في صمت مريب من معظم الأنظمة العربية. فبينما تستعد إسرائيل مجدداً لإطلاق النار على الأبرياء في شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات والتضحيات، يبدو أن صوت الحكومات العربية بدأ يتلاشى، في الوقت الذي تقف فيه مصر وحيدة في دعم هذا الشعب العظيم، الذي ما زال يقاوم بكل ما أوتي من قوة.

لقد أكد التاريخ أن رمضان هو شهر المعجزات والانتصارات. ففي هذا الشهر الكريم، غزوة بدر العظيمة، التي غيرت مجرى التاريخ. كما أن حرب أكتوبر المجيدة، التي استردت الأرض العربية من براثن الاحتلال، سيناء وسوريا وارض الجيلان ،كتب النصر للمصريبن في ذات الشهر الفضيل. لكن اليوم، يبدو أن العديد من القادة العرب قد نسوا هذا التاريخ المجيد، وتناسوا أن شعوبهم إذا خاضت المعركة فلن يكون النصر بعيداً عنها.

مصر، بحكمتها وقيادتها التاريخية، كانت وما زالت تناصر القضية الفلسطينية، وداعمة ومساندة لشعبها الأعزل. ورغم المواقف المترددة أو المشوشة من بعض الأنظمة العربية، تظل مصر ثابتة على موقفها، تساند الفلسطينيين بكل ما تملك، في محاولة لتعويض ما فشل فيه آخرون. فمصر هي الأرض التي تحتضن القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، رغم ما تواجهه من ضغوطات.

إن من الواضح أن التصعيد الإسرائيلي لا يستهدف فقط أرض فلسطين، بل يستهدف أيضاً إرادة الأمة العربية جمعاء. وإذا كانت إسرائيل قد أطلقت النار على الشعب الفلسطيني، فإن العاقبة ستكون حتما انتصار فلسطين في نهاية المطاف. فالقدس ستظل في قلب العرب، ولا يمكن لأي قوة أن تمحو هذه الحقيقة.

ما نحتاجه الآن هو تحرك حقيقي، من جميع الدول العربية، يساهم في تعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم. نحتاج إلى وحدة المواقف، إلى استراتيجية جماعية، تتحرك بأعلى درجات التنسيق والدعم، لا أن تبقى فلسطين محاصرة بالأمل في الدعم الفردي من دولة واحدة. لقد آن الأوان لأخذ خطوات عملية تكون أكثر تأثيراً وفعالية في مواجهة هذا الاحتلال الجائر والغاشم ومعدوم الضمير .

إن صلابة الجيش المصري وقوة إرادته ستكون هي العقبة الوحيدة في وجه أحلام إسرائيل المزعومة. فالشعب المصري وجيشه سيظلون على العهد، يساندون الشعب الفلسطيني في صموده ويقدمون الدعم اللازم له، في أوقات الشدة والمحن. ويجب أن تكون هذه المواقف مصدر إلهام لبقية الدول العربية، التي يجب أن تستشعر مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، وتُظهر حزمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة.

حان الوقت للتحرك، فلن يتوقف العدو الإسرائيلي عن إرهاق شعبنا الفلسطيني طالما بقيت المواقف العربية ضعيفة أو غير حاسمة. فلنعمل سوياً من أجل بناء تحالف عربي حقيقي، يكون له القدرة على ردع هذا الاحتلال، واستعادة حقوقنا المشروعة، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.
عذراً أيها القادة العرب، لقد حان الوقت للتحرك الآن من اجل تضميد جراح الشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *