كتبت: دعاء سيد
صلاة الفجر من أعظم الصلوات التيّ أمرنا اللُّه -تعالى- بها، وهي أول ما يبدأ به المسلم يومه، فهي ليست مجرد عبادة؛ بل هي مفتاح للبركة والنور والتوفيق في الدنيا والآخرة، وقد أولى القرآن الكريم والسنّة النبوية أهمية عظيمة لصلاة الفجر، لما لها من أثرٍ في تثبيت الإيمان وتهذيب النفس وتطهير القلب، وجاءت الإشارة إلى صلاة الفجر في مواضع عدّة من القرآن الكريم، ومنها قول اللّٰه -تعالى-:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: 78)، في هذه الآية الكريمة، سمى اللُّه -تعالى- صلاة الفجر بـ”قرآن الفجر”، ووصفها بأنها “مشهودًا”، أي أن الملائكة تشهدها، مما يدل على عظمتها ومكانتها عند اللِّه -عز وجل-.
ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين فضل صلاة الفجر، فعن النبيِّ (ﷺ) قال:”من صلى الصبح فهو في ذمة اللِّه، فلا يطلبنكم اللّٰه من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم”
(رواه مسلم)، وقال النبيُّ (ﷺ) أيضًا:”بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”
(رواه الترمذي)، وعن عثمان بن عفان -رضى اللُّه عنه- أنّ النبيَّ (ﷺ) قال:”من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله” (رواه مسلم)
صلاة الفجر تقوية للإيمان، فمن ينهض لصلاة الفجر يكون في غاية الإخلاص، فيختار مرضاة اللّٰه -تعالى- على راحة النفس، والبركة في اليوم كما جاء في الحديث الشريف: “اللهم بارك لأمتي في بكورها” (رواه الترمذي)، والبركة تبدأ بصلاة الفجر، كما أنها حماية من الشرور، فمن كان في ذمة اللِّه لا يضره شيء بإذن اللّٰه، مع الصفاء الذهني والراحة النفسية، فتبدأ يومك بنقاء روحي ينعكس على سلوكك وتعاملك مع الناس.
التكاسل عن صلاة الفجر من صفات المنافقين، وقد قال النبيُّ (ﷺ):”أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا”
(رواه البخاري ومسلم)، فالنية الصادقة والعزم على القيام والنوم المبكر وتجنب السهر، وتذكر الأجر العظيم ومجاهدة النفس والشيطان، والتعوذ باللِّه منهما هم أهم النصائح للمحافظة على صلاة الفجر.
صلاة الفجر ليست مجرد فريضة يومية؛ بل هي ميزان لصدق الإيمان وعلامة على الإخلاص، وهي صلاة النور وصلاة الأمن وصلاة البركة، فلنحرص عليها ونربي أبناءنا عليها، فهي الحصن المنيع والزاد الحقيقي ليوم مليء بالفتن والمشاغل.