شرم الشيخ تنادي بالسلام.. مصر تصنع التاريخ من جديد

بقلم: احمد بدوي

في لحظة تاريخية فارقة، احتضنت مدينة شرم الشيخ جوهرة السلام لقاء ليس كغيره من اللقاءات، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مشهد استثنائي حمل للعالم أجمع رسالة مصرية خالصة مفادها “لا بديل عن السلام.”

جاءت هذه القمة في وقت دقيق تمر فيه المنطقة بأزمات متلاحقة، وصراعات أنهكت شعوبا وأحرقت الأخضر واليابس، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي عانت من عقودٍ من القتل والدمار والتنكيل.

لكن من قلب سيناء تلك الأرض المباركة التي عرفت الحروب والسلام أعادت مصر كنانة الله في أرضه ترسيخ مكانتها كقلبٍ نابض للسلام، حينما تصدّر الرئيس السيسي المشهد كزعيم عربي حقيقي، يحمل همّ الأمة ويُعيد صياغة معادلات السياسة الإقليمية.

قمة لا تشبه ما قبلها

القمة المصرية الأمريكية لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي بل كانت نقطة تحوّل في مسار القضية الفلسطينية، حيث ناقش الجانبان ضرورة وقف إطلاق النار وتهيئة الأرضية لمفاوضات جادة تُنهي معاناة الفلسطينيين. وبالرغم من التحيز الأمريكي الظاهر لإسرائيل في محطات سابقة، إلا أن الحنكة السياسية المصرية أعادت توجيه الدفّة نحو مسار أكثر اتزانًا وعدالة.

لقد جسدت القمة معنى التعايش السلمي الحقيقي بين الشعوب، ورسخت دور مصر كمركز ثقل إقليمي لا يمكن تجاوزه.

صورة مصر.. أقوى من التشويه

ورغم محاولات الحاقدين والمشككين ،الذين سعوا لسنوات طويلة لتشويه صورة مصر إلا أن الحقيقة سطعت أخيرًا، خالية من التضليل، لتُظهر للعالم وجه مصر الحضاري، الداعم للسلام، المدافع عن الشعوب المقهورة، والمُصر على أن تبقى أرض الكنانة وطنًا للسلام، مهما تكاثرت التحديات.

السيسي.. صانع السلام

لقد لعب الرئيس عبدالفتاح السيسي دورا محوريا في الوصول إلى هذه المرحلة، حيث تحرك بثقة وعقلانية في ملفات معقدة، مؤمنا أن الأمن لا يأتي بالسلاح فقط، بل بالحوار، والعدالة، والنية الصادقة للعيش المشترك. لقد أعاد بذلك إحياء الدور المصري التاريخي في حل النزاعات، وقدم للعالم نموذجا جديدا في القيادة والرؤية.

فلسطين.. بين الألم والأمل

الشعب الفلسطيني، الذي طالما ذاق مرارة الاحتلال والحرب، وجد في هذه القمة بصيص أمل، حتى وإن كان على المدى القصير. فأن تتوقف آلة القتل ليوم، هو انتصار في حد ذاته، وأن تفتح أبواب الدبلوماسية من جديد، هو خطوة نحو مستقبل أفضل.

رسالة من أرض السلام

من شرم الشيخ، أرسلت مصر رسالة قوية إلى العالم أن الشعوب تستحق أن تعيش، أن السلام ممكن، وأن الأوطان لا تُبنى بالحروب، بل بالعقول والقلوب. وستظل مصر رغم كل التحديات ،حامية السلام وقائدة التغيير في المنطقة.
حفظ الله مصر، وحفظ قائدها، وألهم شعوب العالم طريق الحكمة والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *