سورة الأعراف: دروس ومعاني

كتبت: دعاء سيد

سورة الأعراف تُعد واحدة من السورِ التي تحمل في طياتِها دروسًا عظيمة ومعانٍ عميقة تهم كلّ مسلم، تأتي هذه السورة بترتيبِها السابع في المصحفِ الشريف، وقد أُسميت بهذا الاسم نسبةً إلى الأعرافِ، وهي الأماكن العالية التي يتمركز فيها الناس في الجنة والنار.

تتناول سورة الأعراف العديد من القصصِ والحكايات التي تضمنتها السنة المحمدية، وتوجه للناسِ الدعوة للتوبةِ والرجوع إلى اللِّه-سبحانه وتعالى-؛ فتُعلمنا سورة الأعراف أهمية التوبة والاستغفار، وأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- يتقبل التوبة من عبادهِ في أي وقت؛ فهو الرحيم الودود.

سورة الأعراف بها تنبيه للإنسانِ بأنّ المعصية تؤدي إلى العذابِ والنقمة من اللِّه-عز وجل-، وأنّه ينبغي على الإنسانِ أنّ يتجنب الذنوب والمعاصي، قال -تعالى-:﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
(الأعراف: 33)

تحكي سورة الأعراف قصصًا للأممِ السابقة ومصائرهم بسبب معصيتهم، وهذا يعلمنا أن التاريخ يعيد نفسه إذا لم يكن هناك توبة واستقامة، قال -تعالى-:{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (الأعراف:165)

تدعونا السورة إلى التأملِ في آياتِ اللِّه- عز وجل- في الكونِ والخلق، وفي عظمتهِ وقدرته، مما يعزز الإيمان واليقين، وتحمل السورة أيضًا توجيهات وتعاليم للنبيِّ محمد (ﷺ)، وتعطيه الدعم والتأييد في مواجهةِ الأعداء، قال -تعالى-:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
(الأعراف:157)

ختامًا سورة الأعراف تدعونا للتفكرِ والتأمل في آياتِ اللِّه -تعالى-، وللرجوعِ إلى سُبلِ الخير والاستقامة، قال -تعالى-:{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:188)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *