زيف الإمام “البنا” وخديعته لجماعته

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

مضيتُ عُمرِى يا إمام مُشرداً، أعطُونِى كُتُبُك وقالوا هذا إمامُك الكبِير وأنت عبدٌ عِندُه، وقالُوا عنك هذا بنا وأنتَ الفقِير عِندُه… حفِظتُ كُتُبُك يا إمام وقُطبُ معُكَ مُغيباً، لكِن وجدتُ صِورُك يا إمام مع شخصِيات أجانِب رُغم وعدُك بِالزهاد، فخلعتُ عِمامتُك.

تأمرُنِى عُمرِى يا إمام بِالجِهادِ والكِفاح، ثُمّ تجلِس بِجِوارِ سفِير أمرِيكِى لِنشرِ رِسالتُك، تغمِضُنِى عُمرِى بِالرسائِل والرِياء وأنت بِالنِيابة عنِى وكُل مُغفل تنشهِر… تحرِمُنِى أظهر لِلعيان فِى دعوتُك ثُم تذهب لِلمُقابلة مع رِجالِ سُلطة مِن دِولِ أُخرى فِى مِعيتُك.

ألِهذا حد تستغفِلُنا يا إمام بِكُلِ يُسر مع الأجانب وتدعُونا عُصبتُك، أنت الساعاتِى يا إمام وتِلك كانت مِهنتُك… وأنا المُثقف المُغيّب على عتبتُك، ألم تقُول يا إمام كُلُنا واحِد ثُمّ تذهب بِمُفردُك على الموائِد مع الأجانِب تتكلم نِيابة عنّا فِى الجماعة عن دعوتُك.

لِماذا إمتنعتَ يا إمام عن إعطاءِ شُهرة لِكُلِ فرد تأمرُه زُهداً فِى جماعتُك، لِماذا التحدُث قُصِرَ عليك فِى بهوِ فُندُق مع سفِير بِرِيطانِىّ فِى حضرتُك؟… أُرِيدُ ردُك يا إمام كى لا ألغِى بيعتُك، تأمرُنا تقوى بِلُباسِ دِين ثُمّ تذهب يا حقُود لِلمُستعمِر وحدُكَ.

أتستغفِلُنا يا إمام، تجعلُنِى أجلِس فِى زاوية بعيِدة فِى المساجِد فِى وِجُودِ مُرشِد لِكُلِ أخ فِى الجماعة يُلقِنُنِى رِسالتُك… ثُمّ وجدتُك يا إمام شخصية عامة على الموائِد تنتظِر، وكُلُ صورة تحكِى حكاية مع الأجانِب، فالصُورة وضُحت لِإستِغلالِ معدنُك

شفِيتُ مِنكَ يا إمام بعد أن تملكتنِى، تِلكَ السذاجة لم تعُد مِن طِينتِى، هذا الهِدُوء لم يعُد مسلكِى، هذا التمرُد باتَ مِن ذُريتِى… واليومَ أُعلِن تمرُدِى على الإمام وعباءتُه، هذا التشفِى باتَ مِن طبِيعتِى، هذا الفقِير قد تكبّر ولم يعُد مِلكُ يدُك.

أشياء عِدة فعلتُها يا إمام وأُخرى معها جعلتكَ نكِرة فِى ناظِرِى، هذا البِرُود أمام مِنكَ صارَ هيئتِى، والإبتسامة أمام مِنكَ مكسبِى… وإنِى كم أهوى النِزالَ معكَ يا إمام بعد أن إكتشفتُ مسلكُك، فالغدرُ كان ملمحُك، والطِيبة عبثٌ لِسُوءِ طبعُك ومقصدُك.

واليومَ أُعلِنُها صرِيحة، هذا المُجاهِد الخلُوق هرُب مِن تحتِ يدُك، والأخُ طيب عادَ مُعتذِر، أشكُرُكَ ربِى لِرفعِ الغشاوة عنِىّ… والأختُ من زوجتِمُونِى إليها كى نستكمِل الإخوة والتحاب لِلإمام لم تعُد شريكتِى، ما كان يربُطُنِى بِكَ يا إمام قد فُسِخ لِخدِيعتُك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *