رسالة أمل ورجاء {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

كتبت: دعاء سيد

في وسطِ الحياة ومشاغلها، قد يجد الإنسان نفسه محاصرًا بالذنوبِ والأخطاء، ويشعر بثقلِ الذنوب على صدرهِ، وتأتي الآية الكريمة {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الحجر: 49) كرسالةٍ مطمئنة لكلِّ مسلمٍ، وتحمل في طياتها بريق الأمل ورجاء المغفرة.

في هذه الآية الكريمة يأمر اللّٰهُ -عز وجل- نبيه محمد (ﷺ) بإخبارِ عباده برسالةٍ تحمل بشرى عظيمة، حيثُ أنّ الفعل “نبئ” يدل على الإخبارِ بشيءٍ هام ينبغي على المؤمنين معرفته، والمقصود بالعبادِ هنا هم عباد اللّٰه كافة، وخاصة أولئك المؤمنين الذين يتوجهون إلى اللّٰهِ -تعالى- بقلوبٍ مليئة بالرجاءِ والخوف.

اللّٰهُ -تعالى- يغفر الذنوب، بمعنى أنّه يمحوها ويسترها عن عبادهِ، والغفران يعبر عن تسامحِ اللّٰه اللامحدود تجاه توبة العبد، أما الرحمة فتشمل جميع خلق اللّٰه، لكن الرحمة الخاصة تكون لعبادهِ المؤمنين، رحمة اللّٰه تعني عطفه ورعايته وحنانه تجاه خلقه.

الآية الكريمة تؤكد أنّ اللّٰهَ -سبحانه وتعالى- يغفر الذنوب مهما كانت عظيمة، بشرطِ التوبة الصادقة، وهذا يزرع الأمل في قلوبِ المؤمنين ويشجعهم على الرجوعِ إلى اللّٰهِ -عز وجل-، ومعرفة أنّ اللّٰهَ غفورٌ رحيم تحفز المسلم على التوبةِ والإنابة، اللّٰهُ لا يرفض توبة العبد؛ بل يفرح بها، مما يشجع على الاستمرارِ في طلبِ المغفرة، أما الرحمة والمغفرة هما من أهم صفات اللّٰه -تعالى-، هذه الآية تذكرنا بأنّ اللّٰهَ يتعامل مع عباده برحمةٍ واسعة، تتجاوز حدود الذنوب والخطايا.

ينبغي على المسلمِ أنّ يحرص على التوبةِ الدائمة، والاستغفار المستمر، متذكرًا أنّ اللّٰهَ -سبحانه وتعالى- يغفر الذنوب جميعًا إذا تاب العبد وأخلص في توبتهِ، فالمسلم يجب أنّ يكون متفائلًا برحمةِ اللّٰهِ ومغفرته، وأنّ يسعى دائمًا لتحسينِ علاقته بربهِ من خلالِ الأعمال الصالحة، ويجب عليه أنّ ينقل هذه الرسالة المليئة بالرحمةِ والمغفرة إلى الآخرين، ليشجعهم على التوبةِ ويزرع فيهم الأمل.

الآية الكريمة {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} هي دعوة مفتوحة لكلِّ عبد غارق في الذنوبِ للعودةِ إلى اللّٰهِ الرحمن، وهي تذكير دائم بأنّ باب التوبة مفتوح، وأنّ اللّٰهَ يتقبل توبة عباده مهما كانت ذنوبهم، علينا أنّ نعيش مع هذه الرسالة، نتوب إلى اللّٰهِ بصدقٍ، وننشر الأمل في قلوبِ الآخرين، لنحيا جميعًا في ظلِّ رحمة اللّٰه -تعالى- الواسعة ومغفرته الشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *