رحلة تأمل في سورة الأنعام

كتبت: دعاء سيد 

سورة الأنعام هي إحدى السور الكبرى في القرآنِ الكريم، تحمل معها الكثير من العبرِ والدروس التي يمكن استخلاصها في كلِّ زمانٍ ومكان، فهى تبرز بقوةِ عظمة اللّه -تعالى- وتفردهُ بالخلقِ والرزق والحياة والموت، وتحثُ على توحيدِ اللّه -تعالى- ورفض الشرك بأشكالهِ المختلفة، سواءً كانت عبادة غير اللّه -تعالى- مباشرة أو غلب الغرور بالنفسِ والمال والمكانة الاجتماعية، قال -تعالى-:{قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ}(الأنعام:12).

تدعو السورة المؤمنين إلى التفكرِ والتأمل في آياتِ اللّه -تعالى- المتنوعة في الكونِ وفي الأنفسِ، فالنظر في تنظيمِ الكون وتنوع المخلوقات يزيدُ من إيمانِ الإنسان ويعمق فهمه لقدرةِ اللّه -تعالى- وحكمته، قال -تعالى-:{وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ} (الأنعام:38).

من خلالِ قصص الأنبياء والرسل المذكورة في السورةِ، نتعلم قيمة الصبر والاستقامة في مواجهةِ الصعاب والتحديات، فالأنبياءِ كانوا أسوة في الصبرِ والتمسك برضا اللّه -تعالى- في جميعِ الظروف، قال -تعالى-:﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾

(الأنعام: 48،49).

سورة الأنعام تدعو إلى نشرِ الخير والإصلاح في المجتمعِ، وتحثُ على العملِ الصالح ومساعدة الآخرين وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع والبيئة قال -تعالى-:﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام: 54).

باختصارٍ، سورة الأنعام تُعتبر مصدرًا غنيًا بالعبرِ والدروس التي يمكن أنّ تستفيد منها النفوس الباحثة عن الهدايةِ والنور في حياتِها، فلنتعلم ونتفكر ونعمل بما جاءت به هذه السورة العظيمة، لكي نكون قدوة صالحة وأُمة مثمرة في خدمةِ الإنسانية ورضا اللّه – سبحانه وتعالى-.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *