بقلم: ا.د فتحي الشرقاوي
استاذ علم النفس جامعة عين شمس
فتاة تدخل بكل اريحية ودون ادنى مسائله الى حيز وزمام مكتب مدير المستشفى تهدد وتتوعد موظفات مكتب المدير، وتشخط وتنطر وتسيطر على المشهد تماما وبشكل درامي يعجز عن إخراجه اعتي ممثلة وتظهر نفسها شخصية عامه ولها كيانها، وأنها قريبة للفنان محمد فؤاد الذي صرح بانه لا يعرفها، ولا تمت له بصلة .
قامت بتهديد الموظفات، ونعتهن بأفظع الصفات، وبقدرتها الفائقة على نقل مدير المستشفى نفسه، وانها يجب ان تُعامل معاملة خاصة بعيدا عن بقية افراد المجتمع ( الرعاع) واصطحبت ورائها من يسجل بالصوت والصورة ويوثق تلك اللحظة الدرامية
،ثم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف
،ويبدو من خلال الفيديو أن جميع الموظفين والموظفات حاولوا قدر الإمكان ضبط النفس ( وان اردنا الدقة العلمية كانوا خايفين ومرعوبين وكاشين منها ومن اسلوبها وتعلية صوتها) .
تعاملوا معها برفق وجنتله وأدب يفوق الوصف، ويخرج عن حدود المعتاد، خوفا من وقوعهم في الخطأ، بعد انتهاء الفتاة المبهرة وصلة التمثيل الواقعي، ومن براعتها في إجادة وصلة الردح والشرشحة والتعالي بشكل تُحسد عليه، خرجت من مكتب المدير آمنه مطمئنة سالمه، دون أي إجراء أمني يردعها لكي تستقل احد المواصلات العامه ( فص ملح وداب)
لحد هنا انا كأني بتفرج على فيلم هندي من أيام سينما ابيض واسود.
السؤال هنا… ما الهدف من ذلك العمل الدرامي الممعن في الدقة من حيث الإعداد والاخراج؟!
الإجابة يمكن أن يتلمسها ويصل إليها طفل صغير لازال يحبو اولى خطواته في عالم الوعي.
إثارة البلبلة وإثارة الرأي العام ومحاولة عمل فتنه واظهار أن المجتمع طبقي وفئوي، يتحكم فيه قلة من الفوقيين، ،وبعيدا عن نص المسرحية الهزلية كما اتضح مغزاها في حدود استنتاجنا لها.. هل يمكن لأي فرد أن يمثل دور الشخصية الفريدة والمميز والهامة، وتكون استجابتنا وردود افعالنا حياله بكل هذا القدر من الخوف والتوجس ومحاولة امتصاص دوره الدرامي؟!
جميع الموظفين ممن شملهم الفيديو كانوا في حاله من رد الفعل دون الفعل، كان حركات الفتاه وتعليه صوتها وشرشحتها حتى للمدير الذي تقف في زمام مكتبه، الكل تراجع خوفا من المسائلة امام تلك الشخصية الوهمية
،التي بدت كأنها تملك بكلتا يديها مفاتيح العقاب والتنكيل، في هذه اللحظه تذكرت تحليلي للأمثال الشعبية المصرية مَثل (خدوهم بالصوت) وجاري البحث عن تلك الفتاه التي ألقت بقنبلتها اللفظية المحبوكه و هربت.
محتاجين ثورة في الوعي…مجرد خاطره.