كتبت: إسراء السعدي
لماذا لا نكتب وسط حروفنا عن خيباتٍ أرهقت ضلوعنا، وأطفأت شغفًا كاد أن ينمو بداخلنا؟
لماذا لا نتفاخر بتجاوز تلك الطفولة الجارحة التي تركت ندوبًا هَرِمْنا مِن أَجلِ ترميمها؟
لماذا لا نفضفض عن تلك الطيبة التي ترانا ننزف قهرًا، لكنها لا تزال متشبثة بنا في الوقت الذي نحتاج فيه إلى بعض الجرم؟
لماذا نتغاضى عن قذائف كلمات اخترقت أجسادنا تحت مسمى التنمر، ولا تزال شظاياها عالقة في أرواحنا؟
لماذا نقبع تحت جهل عاداتنا، صامتين خوفًا من إساءة فهمنا فنحن كما نعلم ترعرعنا تحت سقف القمع والخضوع؟
لماذا نجزع عندما تنتهك حقوقنا بألسنة محيطنا، ونكتفي بإطلاق نظرات الحزن؟
لماذا نسمح للكارهين بالتخطيط للرقص فوق جثماننا؟
لماذا حكم علينا النفاق والرياء، ونحن محبون الخفاء؟
لماذا لا نروي تفاصيل علاقاتنا السامة، التي سحقتنا بجرعات سمّ دُسَّة في داخلنا؟
لماذا نهوى التعلق ونحن له كارهون؟
لماذا نقدّر الأبله الذي يتخذ حذاءه ملجأ له، ونصرف نظرنا عن صاحب الفكر المنور؟
ألا يكفي هذا الكم من التكديس ليُشهروا في وجوهنا أن الدين لا يعترف إلا بالعزل؟