كتبت: دعاء سيد
حب اللُّه -تعالى- هو أعظم هدف يسعى إليه المؤمن في حياته، فهو النور الذي يضيء الطريق والقوة التيّ تدفع العبد للطاعة والاستقامة، حب اللُّه -سبحانه وتعالى- ليس مجرد شعور داخلي فحسب؛ بل هو منهج حياة يظهر في نوايا الإنسان وأفعاله الصادقة التيّ تعكس إخلاصه وتقواه.
قال النبيُّ (ﷺ): “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى” (رواه البخاري ومسلم)، النية هي المقياس الأول لأفعال العبد فكلما كانت النية خالصة للِّه -تعالى-، كان العمل مقبولًا وأقرب إلى رضا اللِّه -عز وجل-؛ ولذلك فإنّ حب اللّٰه -تعالى- يتجلى في سعي العبد لتحقيق النية الصادقة في كلِّ قولٍ وفعل.
الأفعال الصادقة هي انعكاس عملي لحب اللِّه -عز وجل- وهي ما يبرز في سلوك المؤمن وعلاقته بغيره، يقول اللُّه -تعالى-:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران: 31)، الاتباع الصادق لسنة النبيِّ (ﷺ) هو دليل على صدق المحبة للِّه -عز وجل- ومن خلاله ينال العبد حب اللَّه -سبحانه وتعالى- ومغفرته.
يقول اللُّه -تعالى- في وصف المؤمنين الذين يحبهم ويحبونه:{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}(المائدة: 54)، المؤمن الصادق المحب للِّه -تعالى- يظهر حبه في أخلاقه وتواضعه ونصرته للحق، وكذلك في استعداده لبذل النفس والمال في سبيل اللِّه -تعالى- دون تردد أو خوف.
قال النبيُّ (ﷺ): “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت” (رواه البخاري)، ذكر اللّٰه -تعالى- يحيي القلب ويزيد المحبة والإخلاص، ويقول اللُّه -تعالى-:{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة: 195)، المحب للِّه -عز وجل- يظهر حبه في صلاةٍ خاشعة وصيامٍ طائع وصدقاتٍ خفية.
حب اللُّه -سبحانه وتعالى- نعمة عظيمة تتجلى في النوايا الصادقة والأفعال الطيبة التيّ تؤكد صدق الإيمان، فيجب على المؤمن أنّ يراقب قلبه ونيته وأنّ يحرص على تطبيق تعاليم اللَّه -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه محمد (ﷺ) في حياته اليومية؛ ليكون ممن يحبهم اللُّه -تعالى- وينال مغفرته ورضاه، فاللهم اجعلنا من المحبين لك ولرسولك والعاملين على مرضاتك في السر والعلن.