تبسمتُ والوجهُ يعلُوه الخجل لِما لا أضع كُحلاً يُزِين عِيُونِى الكبِيرة التى تُشبِهُ المها؟

الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

تبسمتُ والوجهُ يعلُوه الخجل لِما لا أضع كُحلاً يُزِين عِيُونِى الكبِيرة التى تُشبِهُ المها؟ لِما لا أُعِيد بِنائُها بِلا خجل… أفتُونِى أن رسمة عِيُونِى بِقلمِ كُحل ستُبهِر عِيُوناً تنظُر إلىّ على الملأ، ستُضئُ وجهِى كمِثلِ بدرٍ مُشرِقاً، وتِلكَ المعارِك بِسببها ستشتعِل، وستُفجِر أِنُوثتِى فِى جذب

كما قالُوا لِى أن رسمة كُحلِى الجدِيدة ستُفتِن رِؤوس الرِجال الصغِيرة وستُطِيح رِقاب مِن أعلى شمخٍ تُردِيها أرضاً مِن أعلى شهقٍ فِى السما… وتِلكَ العِيُون ستسحُر كُل من رآها سيسقُط صرِيعاً فِى هواها، وستُذِيب قِلُوب كُل من يراها وينظُر إليها فِى صخب

قالُوا وقالُوا وما وعيتُ لِقولُهُم، رسمة عِيُونِى تُكلِفُنِى أكثر مِن جرِ قلمٍ بِخُطوط عرِيضة مُحددة… تِلكَ الكواحُل ستزِيدنِى فِتنة وأنا أُحاوِل أن أُخبِئ ما ظهر مِنِى مُجسّماً، لكِنِى أخجل مِن أى فِتنة تثُورُ حولِى بِسببِ كُحلِى مُهلهلة، لكِنها ضرِيبة نجاحِى بِلا شجب

لم أضبِط نفسِى مُنذُ الطِفُولة بِقلمِ كُحل كباقِى الرِفاقِ فِى المدرسة، لم يخدُش عينايا قط قلم كُحل مُنذُ وُلِدت حتى تارِيخُه ولا تسل عنِ السبب… ولا عِلمَ لِى مُنذُ جِئتُ كيفَ أمسُك قلم كُحل وأُعِيد بِه بِناء عينِى بِالمسطرة، ولا عِلمَ لِى بِأى نُوع تراه أفضل فِى جذب؟

والبعضُ يهذى بِأنُه ينقُصُنِى سحبة عِين صغِيرة لِأُبرِز جمالِى وعُمق عينِى بين العيان مُتلهِثة؟ وآخرُون أعطُونِى شكلاً لِلعِيُون يُشبِه تضارِيس الجِبال الراسِخة… والكُلُ أظهر رغبة حُرة فِى إبراز أِنُوثتِى الطاغِية، تُرى هل معهُم حق فِى التدخُل فِى شكلِ عينِى فِى عجب؟

فوقفتُ بُرهة لا أُصدِق أن عِيُونِى ستُصبِح أجمل بِقلمِ كُحل كباقِى نِسوة تهِيمُ فِيهِ وتختبِئ، لم أنتبه أبداً لِتلكَ العيُون المرسُومة بِى لِتوها فارِغة… كما لم أُفكِر بِأىُ عِين سوف أبدأ بِرسمِ المها؟ قد بِتُ أسأل أترانِى أحلى بِقلمِ كُحل أم بِغيرُه سأظلُ أهدئ فِى شغب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *