كتبت: دعاء سيد
التسبيح من أعظمِ أنواع الذكر التي يحثُ عليها ديننا الحنيف، ومن بين هذه الأذكار، يبرزُ تسبيح “سبحان اللّٰه وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته” بتعبيراتهِ العميقة ومحتواه الروحاني الفريد، هذا التسبيح ليس مجرد كلمات تتردد؛ بل هو تاج يُزين قلوب المؤمنين ويعكس عظمة
“سبحان الله وبحمده”
يبدأ التسبيح بتنزيه اللِّه -سبحانه وتعالى- عن كلِّ نقص وحمده على كلِّ نعمه، التسبيح يُعبر عن إدراكِ العبد لكمالِ اللِّه -تعالى- وجلاله، في حين يُعبر الحمد عن شكرِ اللِّه -عز وجل- على نعمهِ العظيمة التي لا تُعد ولا تُحصى.
“عدد خلقه”
هذه الجملة تُشير إلى التسبيحِ بعددِ جميع مخلوقات اللِّه -سبحانه وتعالى-، إنّ التأمل في خلقِ اللِّه -تعالى- الواسع والممتد عبر الكون يُعزز الإيمان بعظمتهِ وقدرته؛ فكلِّ كائن من أصغرِ حشرة إلى أكبرِ مجرة، يُمثل دليلًا على عظمةِ الخالق.
“ورضا نفسه”
هنا التسبيح يُعبر عن الرغبةِ في الوصولِ إلى مستوى من التسبيحِ يُرضي اللَّه -سبحانه وتعالى-، فرضا اللّٰه -تعالى- هو الغاية العُظمى لكلِّ مؤمنٍ، وهذا الجزء من الدعاءِ يُبرز هذه الحقيقة.
“وزنة عرشه”
العرش هو أعظم خلق اللّٰه -تعالى- وأكبره حجمًا، وتسبيح اللُّه -تعالى- بوزنِ عرشهِ يعكس عمق الإيمان بعظمةِ اللِّه -عز وجل- وقدرته اللامتناهية.
“ومداد كلماته”
كلمات اللُّه -تعالى- لا تنتهي، والتسبيح بمدادِ كلماتهِ يعكس الأبدية واللامحدودية لعظمةِ اللِّه -تعالى- وعلمه، هنا يذكر المؤمن بأنّ كلام اللّٰه -تعالى- لا نهاية له، كما هو الحال مع حمدهِ وتسبيحهِ.
“سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته” هو تاج يُزين قلوب المؤمنين ويُعبر عن مدى إدراكهم لعظمةِ اللِّه وجلاله، هذا التسبيح بما يحملهُ من معانٍ عميقة، يدفع الإنسان إلى التأملِ في قدرةِ الخالق وعظمته، ويقربه منه في كلِّ لحظة من لحظاتِ حياتهِ.