الهواتف الذكية والعزلة الصامتة ادت الى إنهيار الأسرة

بقلم: احمد بدوي

مما لا شك فيه انه في عصرنا الحديث، أصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية، والتي أدت إلى العزلة الصامتة، الناتجة عن انشغال أفراد الأسرة بهواتفهم الذكية، إلى تفرقة وتباعد بين أفراد العائلة. غابت لغة الحوار والحديث ذو الشجن، غابت الحنية والمودة والرحمة من البيوت مما أثر سلباً على تماسك الأسرة ووحدتها، إن التحديات التي تفرضها التكنولوجيا ووسائل الإعلام على العلاقات الأسرية تتطلب وعيا جماعيا مع اتخاذ خطوات فعالة للحفاظ على تماسك الأسرة، من آجل تعزيز قيمها الأخلاقية، من خلال التعاون والتواصل المستمر، يمكن للأسرة التغلب على هذه التحديات وبناء بيئة اسرية صحية مترابطة تحت شعار الحب والوفاء الذي فقد تطورات الحياة الرقمية السريعة.

كما ان للهواتف الذكية فوائد فإن تأثيرها السلبي على العلاقات الأسرية اصبح عاملا من عوامل الخطر التي تهدد الزيجات الحديثة كما أظهرت الدراسات أن استخدام الهواتف الذكية يؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية، فقد أدى ذلك إلى تغيير طريقة تواصل الأبناء مع والديهم، وزيادة الشعور بالاغتراب بينهم، كما أثر على القدرة على التركيز في الواجبات الاجتماعية، وأسهم في عدم مشاركة الأسرة في القرارات. بالإضافة إلى ذلك، سمح الهاتف الذكي بتعلم سلوكيات خاطئة، وزيادة التوتر والانفعال عند غيابه.
وكذلك تأثير وسائل الإعلام على منظومة الأخلاق لم تقتصر تأثيرات التكنولوجيا على الهواتف الذكية فقط، بل امتدت إلى وسائل الإعلام بشكل عام، فقد ساهمت وسائل الإعلام في تغيير منظومة الأخلاق، مما أدى إلى انتشار معدلات الجريمة والانحلال الأخلاقي ،في ظل تراجع القيم الأخلاقية، وانتشار الرذيلة، مما أثر سلبا على النسيج الاجتماعي.

فما هي سبل تعزيز التماسك الأسري في ظل التحديات الحديثة، لمواجهة هذه التحديات، يجب اتخاذ خطوات فعالة لتعزيز التماسك الأسري، منها
تحديد وقت محدد لاستخدام الهواتف الذكية، يجب وضع قواعد واضحة بشأن استخدام الهواتف الذكية داخل المنزل، وتحديد أوقات مخصصة للتواصل المباشر بين أفراد الأسرة.
مع تنظيم أنشطة جماعية، مشتركة مثل الرحلات العائلية أو المشاريع المنزلية التعاونية يمكن أن يعزز الروابط بين أفراد الأسرة.

وياتي تعزيز الحوار والتواصل لتشجيع أفراد الأسرة على التحدث عن مخططاتهم وأهدافهم وطموحاتهم يمكن أن يعزز الفهم المتبادل ويقوي الروابط الأسرية.

مع عودة دور الاب والام في مراقبة المحتوى الإعلامي يجب مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أفراد الأسرة من خلال وسائل الإعلام، والتأكد من توافقه مع القيم الأخلاقية للمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *