المخلصين لله

كتبت: دعاء سيد

الإخلاص لله – تعالى- هو أحد أهم الصفات التي يجب أنّ يتحلى بها المؤمن في كلِّ جوانب حياته، فالإخلاص يعني توجيه النية والعمل خالصًا لوجه الله – تعالى-، بعيدًا عن الرياءِ والسمعة، والإخلاص هو أساس قبول الأعمال عند الله -سبحانه وتعالى-، وهو الذي يرفع من شأن العبد في الدنيا والآخرة.

النية هي أول خطوة في أيِّ عمل، والمخلص يجعل نية عمله خالصة لوجه الله -تعالى-، قال النبيُّ (ﷺ):”إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (صحيح البخاري)، والمخلص لا يتغير سلوكه بين الخفاء والعلن، فهو يستمر في أداء الأعمال الصالحة بغض النظر عن وجود الناس أو غيابهم، يقول اللُّه -تعالى-:{الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون} (الأنبياء: 49).

المخلص يتجنب الكبر والعجب بعمله، ويعلم أنّ التوفيق من اللِّه وحده، يقول اللُّه -تعالى-: {ولا تمنن تستكثر} (المدثر:6)، فالمخلص لا ينتظر مدح الناس ولا يسعى وراء الشهرة؛ بل يرضى بمدح اللِّه وقبوله، يقول النبيُّ (ﷺ):”من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس” (سنن الترمذي).

المخلص يصبر على ما يواجهه من أذى ومشاق في سبيل اللِّه، ويحتسب ذلك عند اللِّه، يقول اللُّه -تعالى-:{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}(الزمر: 10)، المخلص يحذر من الرياء ويجتهد في أنّ تكون أعماله بعيدة عن أعين الناس قدر الإمكان، يقول النبيُّ (ﷺ):”إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء” (سنن ابن ماجه).

المخلص يسعى دائمًا إلى أنّ يكون عمله مقبولًا عند اللِّه، ويدعو اللَّه بذلك، يقول اللُّه -تعالى-: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}(البقرة: 127)، فالمخلص يجتهد في إتقان عمله وتقديمه بأفضل صورة ممكنة، سواء كان ذلك في العبادة أو في الأمور الدنيوية، يقول النبيُّ (ﷺ):”إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” (صحيح الجامع).

الإخلاص للّه -تعالى- هو مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة، وهو الذي يجعل الأعمال مقبولة ويزيد من حسنات العبد عند اللِّه، فلنحرص على أنّ تكون نياتنا وأعمالنا خالصة لوجه اللِّه، ولنبتعد عن كلِّ ما يشوبها من رياءٍ أو سمعة، ونسأل اللَّه أنّ يجعلنا من المخلصين وأنّ يتقبل منا صالح الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *