القرآن الكريم نور يهدي القلوب المتعطشة

كتبت: دعاء سيد

في كلِّ آية من كتاب اللِّه -تعالى- رحمة تنتظر قلبًا متعطشًا لها، هذه الكلمات ليست مجرد حروف تُتلى؛ بل منابع للهدى والرحمة تغمر القلوب وتفيض على الأرواح.

يصف اللُّه -تعالى- كتابه بأنّه رحمة للعالمين، حيث يقول اللُّه -سبحانه وتعالى-:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82)، فالقرآن يضم بين دفتيه رسائل تخاطب العقول والقلوب على حد سواء، تمنحها السكينة وتربطها باللِّه -عز وجل-، ومن أعظم صور الرحمة في القرآن آية الكرسي، التيّ تملأ القلب أمنًا وثقة في حفظ اللِّه -تعالى-:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، فهي درس في التوحيد والاطمئنان بمعية اللِّه المستمر.

آيات الرحمة تعيد التوازن النفسي لمن أرهقتهم ضغوط الحياة، مثل قول اللّٰه -تعالى-:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: 53)، وهي دعوة صريحة لكلِّ مذنب يظن أنّه خارج دائرة الرحمة، فاللُّه -عز وجل- يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب وأصلح.

لم يكن رسول اللّٰه (ﷺ) إلا تجسيدًا عمليًا لرحمة اللِّه، حيث وصفه اللُّه -تعالى- بقوله:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، تجلت رحمته في كلِّ موقف من حياته، حين قال (ﷺ):”إنما أنا رحمة مهداة” (رواه الحاكم)، ومن أروع صور رحمته، حرصه على أمته بالدعاء والاستغفار لهم، حتى في أوقات الشدة.

القرآن الكريم هو مرجع السكينة للقلوب الحائرة، فكلما اقتربت من معانيه وجدت الشفاء والغنى الروحي،قال -تعالى-:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، كما أوصى النبيُّ (ﷺ) بالإكثار من الدعاء، مبينًا فضل اللّٰه -تعالى- وسعة رحمته بقوله (ﷺ):”يقول اللُّه -تعالى-: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم” (رواه مسلم).

إنّ رحمة اللّٰه -تعالى- حاضرة في كلِّ آية تُتلى وكل حديث يُسمع؛ فلنجعل القرآن الكريم منهجًا نستقي منه السكينة، ولنقتدي برسولنا الكريم (ﷺ) في نشر الرحمة واللطف، فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *