القرآن الكريم نور وسكينة

كتبت: دعاء سيد

الحياة مليئة بالتحديات والمواقف التيّ قد تزعزع شعور الإنسان بالأمان، سواء كان ذلك بسبب مخاوف المستقبل أو ضغوط الحياة أو ابتلاءات القدر؛ لكن نجد في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة طمأنينة للنفس وراحة للقلب، فهي نور يبدد ظلام القلق ودواء يشفي جراح الخوف.

اللُّه -سبحانه وتعالى- جعل القرآن الكريم مصدر هداية وسكينة ووعد المؤمنين الذين يتمسكون به بالحماية والطمأنينة، فقال -تعالى-:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28)، فذكر اللُّه -تعالى- وتلاوة آياته تزيل الخوف والاضطراب من القلب، وتعطيه قوةً وثباتًا في مواجهة الشدائد.

كما يبين اللُّه -سبحانه وتعالى- أنّ من سار على طريقه، كان في مأمنٍ من كلِّ خوف، فقال -تعالى-:﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه: 123)، وهذا وعد رباني بأنّ من استمسك بالقرآن الكريم واتبع هديه لن يعيش في قلق أو ضياع؛ بل سيكون في طمأنينة وأمان.

السكينة التيّ يمنحها اللُّه -سبحانه وتعالى- لعباده تأتي في أشد اللحظات حرجًا، كما حدث مع النبيِّ (ﷺ) وصاحبه أبي بكر الصديق -رضى اللُّه عنه- في الغار حين طارده المشركون، فقال اللُّه -تعالى-:﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ (التوبة: 40)، هذه الآية تعلمنا أن الأمان الحقيقي ليس في الظروف المادية؛ بل في الثقة بمعية اللِّه -تعالى-، فمن كان اللُّه -عز وجل- معه فلا خوفٌ عليه ولا حزن.

كان النبيُّ (ﷺ) يعلم أصحابه أن الأمان الحقيقي يأتي من التوكل على اللِّه -عز وجل-، فقد قال لابن عباس -رضى اللُّه عنه-:”احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعن باللِّه…” (رواه الترمذي)، وهذا الحديث يرسخ فينا الإيمان بأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- هو الحافظ، فلا ينبغي أن يسيطر الخوف على قلوبنا.

عندما يغيب عنك الأمان، تذكر أنّ الدعاء بابٌ عظيم للطمأنينة، فقد كان النبيُّ (ﷺ) يقول في أذكار الصباح والمساء:”اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي…” (رواه الترمذي)، فالدعاء والاستغفار يزيلان القلق ويجلبان راحة القلب، كما قال اللُّه -تعالى-:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (الأنفال: 33).

حين تشعر أن الأمان قد غاب عن حياتك، تذكر أن القرآن الكريم يرشدك إلى طريق السكينة، وأن ذكر اللّٰه -سبحانه وتعالى- والتوكل عليه هما مفتاح الطمأنينة؛ فليكن لسانك رطبًا بآياته وقلبك عامرًا بالإيمان، وستجد أن الخوف يتلاشى ويحل مكانه يقين بأنّ اللَّه -تعالى- معك، يحفظك ويرعاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *