القرآن الكريم: نور القلوب وشفاء الصدور

كتبت: دعاء سيد 

“القرآن الكريم” كتاب الله المعجز، الذي أنزله على نبيهِ محمد (ﷺ)؛ ليكون هدايةً ونورًا للبشرية، يحتل القرآن الكريم مكانةً عظيمة في حياتنا، فهو مصدر التشريع الأساسي والمرجع في كلِّ أمور الحياة، قراءة القرآن الكريم تمنح القارئ نورًا يهديهِ في ظلماتِ الحياة، يقول اللُّه -تعالى-:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (إبراهيم: 1)، فالقرآن الكريم هو مصدر الهداية والتوجيه الصحيح للمسلمين.

القرآن الكريم شفاء لما في الصدورِ من الشكوكِ والهموم والأمراض النفسية، يقول اللُّه -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (يونس: 57)، فالقراءة المستمرة للقرآنِ الكريم تهدئ النفس وتزيل الهموم والأحزان، وتزيد إيمان المسلم وتعمق علاقته باللِّه -عز وجل- يقول اللُّه -تعالى-: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال: 2)، فالقرآن الكريم يغذي الروح ويعزز الثقة باللِّه ويقوي الإيمان.

قراءة القرآن الكريم لها أجر عظيم، فكلّ حرف يقرأه المسلم يضاعف له الأجر، قال النبيُّ (ﷺ): “من قرأ حرفًا من كتابِ اللِّه فله به حسنة، والحسنة بعشرِ أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” (رواه الترمذي)، هذا الأجر الكبير يشجع المسلم على الاستمرارِ في قراءةِ القرآن بانتظام، أيضًا قراءة القرآن تبعث في النفس السكينة والراحة، قال النبيُّ (ﷺ): “ما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت اللّٰه يتلون كتاب اللَّه ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم اللُّه فيمن عنده” (رواه مسلم). هذه السكينة تساهم في تحقيقِ التوازن النفسي والاستقرار الروحي.

القرآن الكريم يكون شفيعًا لقارئهِ يوم القيامة، قال النبيُّ (ﷺ): “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابهِ” (رواه مسلم)، هذه الفضيلة تدفع المسلم إلى المداومةِ على قراءةِ القرآن الكريم ليلقى اللَّه وهو يحمل معه شفيعًا، قراءة القرآن الكريم هي من أعظمِ العبادات وأيسرها، فهي تجمع بين الأجرِ والثواب والسكينة والراحة النفسية، القرآن هو نور القلوب وشفاء الصدور، وهو الرفيق الذي لا يخون والشفيع الذي لا يخيب، فلنحرص على جعلهِ جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ولنستمد منه الهداية والنور في كلِّ أمورنا، فلنجعل وقت محدد يوميًا لقراءةِ القرآن حتى يصبح عادة مستمرة، وقراءة التفاسير الموثوقة لفهم معاني الآيات وتطبيقها في الحياةِ، والتفكر في الآياتِ وأخذ العبر والدروس منها، والاستماع لتلاوات القراء المجودين لتعزيزِ حب القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *