العشر الرحمة من رمضان

كتبت: دعاء سيد

في شهرِ رمضان المبارك، يفتحُ اللُّه أبواب رحمته ويمنح المؤمنين فرصةً للتوبةِ والغفران، ومن بين هذه الفرص تبرز “العشر الرحمة” كفرصةٍ خاصة بالرحمةِ والتسامح، تحفها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُشير إلى عظمةِ هذه الفرصة وفضلها.

يذكر القرآن الكريم في العديدِ من الآياتِ الرحمة والغفران، منها قول اللّه-تعالى- : «وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»
(البقرة: ٢٧٧)، وقوله -تعالى-: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (الزمر: ٥٣).

علمنا النبيُّ(ﷺ) بأهميةِ الرحمة والغفران في هذه الفترة المباركة، فقد قال اللُّه-عز وجل- في حديثٍ قدسي: “يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ”، وفي حديث آخر: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ” (البخاري ومسلم).

وتشجع السنة النبوية على التسامحِ والإحسان في هذه الفترة المباركة، فعن أنس بن مالك رضي اللُّه عنه قال: “كان الرسول(ﷺ) أرحم الناس، وكان إذا صلى في الأولى طول الصلاة وإذا صلى في الآخرى أطولهم، وكان يتعسف بأهلهِ في العشاءِ حتى نقول: لا يخاف العشاء قط” (البخاري ومسلم).

تُعتبر “العشر الرحمة” من أهمِ فترات شهر رمضان المبارك، فهي تُمثل بوابة الرحمة والتسامح، وفرصة لاستشفاف رحمة اللِّه وعفوه لذا؛ يجب على المؤمنين الاستفادة القصوى من هذه الفترة من خلالِ التوبة والاستغفار والتسامح؛ لنستحق رحمة الله وغفرانه ولنتقرب إليه في هذا الشهر الفضيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *