كتبت: دينا سيد نجم الدين
جراح لا تندمل بسهولة،يعد الظلم من أبشع الصفات التي تهدم القلوب وتفقد المجتمعات توازنها. فالظلم يعني انتهاك الحقوق، وسلب الإنسان ما يستحقه، سواء أكان ذلك مالًا، أو مهنه، أو احترامًا، أو حتى مشاعر وأحلامًا. وهو سبب رئيسي في انتشار الحقد والكراهية وفقدان الثقة بين الناس.
ومع ذلك، لا بد أن نتذكر أن رد الظلم بالظلم لا يداوي الجراح، بل يزيدها اتساعًا. أنبل ما يفعله الإنسان أن يتحلى بالصبر والحكمة، وأن يسعى للإنصاف بالطرق العادلة. كما أن التسامح لا يعني النسيان، بل يعني التحرر من قيود الألم والكراهية.
لقد أوصت الأديان السماوية كلها بالعدل والوفاء، وحرمت الظلم والخذلان. قال الله تعالى في القرآن الكريم:
“ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قومٍ على ألا تعدلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:
“اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
فما أحوجنا اليوم إلى أن نحيي معاني العدل والوفاء في أنفسنا ومجتمعاتنا، وأن نكون مصدر أمان لا مصدر خذلان لغيرنا.
في النهاية، يظل الألم الذي يسببه الظلم والخذلان محفورًا في القلب، لكن الحكيم هو من يحوّله إلى قوة تدفعه إلى أن يكون أفضل، وإلى أن ينشر العدل بدل أن ينتقم، ويمنح الأمان بدل أن يخذل. فبهذا فقط نبني عالمًا أكثر إنسانية ورحمة.