الاعتذار الصادق

بقلم : دينا سيد نجم الدين
اخصائي إرشاد أسري ونفسي

” كان يكفي حينها اعتذار صادق بدلا من تركي حتى أهدأ..هدأت الآن بمفردي بعد عدة أيام، وعلمت أنك شخص لا يؤتمن على حزني ولا على قلبي.

في العلاقات الإنسانية، يبقى الاعتذار الصادق من أقوى أدوات إصلاح الأخطاء وتجديد الثقة. فهو ليس مجرد كلمات تقال لتهدئة الغضب أو كسب الوقت، بل هو تعبير عن الندم الحقيقي والشعور بالمسؤولية تجاه الشخص الآخر. ولكن، ماذا يحدث عندما يغيب الاعتذار؟ كيف يؤثر ذلك على العلاقة؟

في لحظات الخلاف، يحتاج الطرف المجروح إلى أن يشعر بأن ألمه مفهوم ومقدر. الصمت أو التجاهل بحجة أن “الوقت كفيل بتهدئة الأمور” قد يفاقم المشكلة بدلاً من حلها. فترك الشخص ليهدأ بمفرده ليس سوى انسحاب من المسؤولية وإشارة واضحة إلى أن العلاقة قد تكون أقل أهمية مما كان يُعتقد.

حين يتأخر الاعتذار، يضطر الطرف الآخر إلى مواجهة حزنه وحده، وهذا قد يجعله يدرك أن الشخص الذي كان يثق به لا يمكن الاعتماد عليه وقت الأزمات. فالحزن شعور ثقيل لا يُحمل وحده بسهولة، وهو يحتاج إلى من يشاركه أو يُخفف وطأته، لا إلى من يزيد من وحدته.

الاعتذار الصادق ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو فعل يحمل معانٍ أعمق. هو الاعتراف بالخطأ، والتعبير عن الشعور بالذنب، والرغبة الحقيقية في تصحيح الأمور. عندما يصدر الاعتذار من القلب، فإنه يصبح معالج للجروح ومفتاحاً لإعادة بناء المحبة والمودة بين القلوب.

بينما على الجانب الآخر، تجاهل الحزن أو التقليل يؤدي إلى فقد الثقة والأمان . فالشخص الذي لا يُظهر اهتماماً بحزن الآخر، يرسل رسالة ضمنية بأنه غير مستعد لتحمل مسؤولية حماية هذه العلاقة. وهذه الرسالة قد تهدم المحبة، مهما كانت قوية في البداية.

ولذلك، للحفاظ على العلاقات لابد أن نتعلم فن الاعتذار. فالكلمات البسيطة الصادقة كـ”أنا آسف” اعتذر، أنا احبك ولا استطيع خسارتك ولا يمكنني تحمل حزنك، انا بجانبك ، عندما تقال بصدق ومن القلب، قد تنقذ علاقة من الانهيار وتعيد بناء جسر المحبة والثقة بين الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *