الاستقامة في زمن الفتن

كتبت: دعاء سيد

يبدو أنّ الاستقامة في زمنِ الفتن تحولت إلى تحدٍ يواجهه الفرد في كلِّ مجتمع وفي كلِّ مرحلة من مراحلِ حياته، إنّها فترة تتسم بالتحديات المتعددة والضغوطات المتزايدة التي قد تجعل الشخص يشعر بالضياعِ والارتباك، وربما يتخذ قرارات غير متوافقة مع قيمهِ الدينية ومبادئهِ الأخلاقية.

إلا أنّ فهم الاستقامة في زمنِ الفتن يتطلب رؤية أعمق، فهي ليست مجرد الالتزام بالأعرافِ الدينية؛ بل اتباع مبادئ دينية وقيم إنسانية في كلِّ جوانب الحياة، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها المجتمعات.

تكمن أهمية الاستقامة في زمنِ الفتن في القدرةِ على المحافظةِ على الهويةِ الدينية والأخلاقية في ظلِّ تشتت القيم وتغيرات العصر، إنها القوة التي تمكن الفرد من الثباتِ على مبادئهِ وقيمهِ، وعدم الانحراف عنها حتى في ظلِّ الضغوطات الخارجية.

ويمكن أنّ نلمس أهمية بناء شخصية متمسكة بالقيمِ الدينية من خلالِ التربية السليمة والتثقيف الديني الشامل، الذي يمكّن الفرد من فهمِ دينه بشكلٍ صحيح وتطبيقه في حياتهِ اليومية، كما يُمكن أنّ نُبرز دور المجتمع والأسرة في تقديمِ الدعم والتشجيع للأفرادِ للثباتِ على قيمِهم الدينية في وجه التحديات.

من جانبٍ آخر، يجب أنّ نُشدد على أهميةِ القيام بالتأملِ والتفكر في القيمِ الدينية والأخلاقية، وكيف يُمكن تطبيقها في الحياةِ اليومية؛ فالتأمل يساعد في تعزيزِ الوعي الديني وتعميق الارتباط باللِّه – عز وجل-، مما يجعل الفرد أكثر استقامة وقوة في مواجهةِ التحديات.

ختامًا يُمكن القول أنّ الاستقامة في زمنِ الفتن تتطلب جهدًا مستمرًا وتصميمًا صلبًا من الفردِ للثباتِ على قيمهِ ومبادئهِ الدينية في وجه التحديات المتزايدة، فهى السلوك الذي يُمكن للإنسانِ من خلالهِ أنّ يظل واثقًا في مسارهِ الديني وأنّ يكون مصدر إيجابي للتأثيرِ على مُحيطهِ ومجتمعهِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *