كتبت: دعاء سيد
الابتسامة لغة إنسانية عالمية تجمع بين القلوب وتجعل الأرواح أقرب وهي من الصفات الجميلة التيّ ينبغي أن يتحلى بها المسلم، إنّها ليست مجرد تعبير عن الفرح؛ بل هي صدقة تنشر البهجة وتزرع المودة بين الناس كما قال النبيُّ (ﷺ): “تبسمك في وجه أخيك صدقة”
(رواه الترمذي).
لقد ذكر اللُّه -سبحانه وتعالى- مظاهر الفرح والسرور التيّ تشمل الابتسامة في كتابه الكريم ومن ذلك قوله -تعالى- عن نبيِّ اللِّه سليمان -عليه السلام-:{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا} (النمل: 19)، في إشارة إلى ردة فعل سليمان -عليه السلام- تجاه كلام النملة بحبٍ وتقدير، هذا المشهد يعكس لنا قيمة الابتسامة كوسيلة للتعبير عن التواضع والامتنان للِّه على النعم.
كان النبيُّ (ﷺ) أكثر الناس تبسمًا؛ بل جعل الابتسامة عبادة وسلوكًا يدفع عن الآخرين الهمّ والكدر وقد روي عن عبد الله بن الحارث -رضى اللُّه عنه- أنّه قال: “ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله (ﷺ)” (رواه الترمذي)، وهذا يعكس شخصيته الكريمة وحرصه على نشر السعادة بين أصحابه.
الابتسامة وسيلة فعالة لجذب قلوب الناس وكسب محبتهم حيث يقول النبيُّ (ﷺ): “لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق” (رواه مسلم)، كما أظهرت الدراسات الحديثة أن الابتسامة تحفز إفراز هرمونات السعادة، مما يساعد في تقليل التوتر وتعزيز المناعة، وكما أخبرنا النبيُّ (ﷺ) أنّ الابتسامة صدقة، فإنّها طريق سهل لنيل الأجر دون بذل جهد أو مال.
الابتسامة صدقة لا تكلف شيئًا ولكنها تبني الكثير، إننا حين نبتسم نحيي القيم الإسلامية العظيمة ونقتدي بالنبيِّ الكريم (ﷺ) في أخلاقه العظيمة؛ لذا لنحرص على أن تكون وجوهنا مشرقة بالابتسامة، فكما قال النبيُّ (ﷺ): “إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق” (رواه الحاكم)، فلنجعلها دعوة للابتسام، نبتسم لنخفف من آلام الناس ونجعل لحظاتهم أجمل؛ لأنّ الابتسامة الصادقة هي التيّ تصل إلى القلوب.